عبدالباري عطوان : كيف خدع زعيم كوريا الشمالية الرئيس ترامب للمرة الثانية !!

إب نيوز ٢٨ فبراير

عبدالباري عطوان :
كيف خدع زعيم كوريا الشمالية الرئيس ترامب للمرة الثانية في قمة هانوي؟ وهل كانت القيادة الصينية خلف انهيار هذه القمة وعودة الرئيس الأمريكي خالي الوفاض؟ ولماذا هيمنت صورتّي صدام والقذافي على جوهر المباحثات؟

عاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من قمته الثانية مع الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ اون التي انعقدت امس في هانوي خالي الوفاض، لسبب بسيط وهو ان الرئيس الكوري مفاوض مراوغ وصلب، واشترط رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة أمريكيا على بلاده قبل أي حديث عن نزع أسلحة بلادة النووية، ومعه كل الحق.
الرئيس ترامب اعتقد خاطئا ان نظيره الكوري الشمالي صيدا سهلا، يمكن تحقيق انجاز من خلال التفاوض معه يستخدمه في تحويل الأنظار عن ازماته المتفاقمة في واشنطن، واخرها ما ورد في شهادة محاميه السابق مايكل كوهين من اتهامات ابرزها هوسه الجنسي، واحترافه الكذب والانتهازية، ودفعه عشرات الآلاف من الدولارات لغانية اقام معها علاقات جنسية بهدف اسكاتها، وعدم نشر الغسيل القذر في وسائل الاعلام، وما يؤكد هذا التقدير الخاطئ، ان متحدثا باسم البيت الأبيض أشار الى استعدادات لإقامة حفل توقيع مشترك في هانوي في ختام القمة.
الامر المؤكد ان القيادة الصينية هي التي تقف خلف هذه الصلابة في موقف الرئيس الكوري الشمالي، وهي التي ارادت افشال هذه القمة، وتوجيه صفعة للرئيس ترامب الذي يخوض حاليا حربا تجارية شرسة معها، مثلما يريد أيضا منافستها اقتصاديا في منطقة جنوب شرق أسيا التي يعتبرها محيطها الجغرافي الأهم.
كنا في هذه الصحيفة “راي اليوم” من اكثر المشككين في امكانية نجاح المفاوضات بين الرئيسين الأمريكي والكوري الشمالي، ليس لأننا نملك بلورة سحرية تنبئنا بأسرار المستقبل، وانما لأننا ننتمي الى المدرسة التي كانت تؤمن دائما بأن الرئيس كيم جونغ اون لن يتنازل عن أسلحته النووية، لأنه يدرك جيدا انه سيواجه مصير الزعيمين العربيين صدام حسين ومعمر القذافي اذا فعل ذلك.
الرئيس ترامب حاول ان يعزي نفسه، وهو الذي قضى 22 ساعة في الطائرة لحضور القمة، بالقول ان نظيره الكوري الشمالي تعهد له بأنه لن يقدم على أي تجارب نووية او صاروخية باليستية جديدة، وهذا صحيح لأنه وبكل بساطة لديه ما يكفي من الرؤوس النووية والصواريخ الباليستية التي يمكن ان تقصف العمق الأمريكي، ولا يحتاج المزيد.
مسؤولون سخروا من الرئيس ترامب، واكدوا انه تعرض لخديعة كبرى من الرئيس الكوري الشمالي الذي يستغل غباءه، ويتحلى بأعلى درجات المناورة، ويرفض رفضا مطلقا التخلي عن أسلحته النووية، ونحن نتفق مع هؤلاء كليا.
ترامب شخص مغرور، متغطرس، وعنصري، ووجد من يعرف كيف يتعاطى معه، ويكسر غروره، ويتلاعب به، هذا الشخص اسمه كيم جونغ اون.. وقمة هانوي وانهيارها في ساعاتها الأولى تؤكد هذه الحقيقة.. والله اعلم.
“راي اليوم”

You might also like