لو تحققت أهداف ثورة ٢٦سبتمبر لما قامت ثورة ٢١ .

 

إب نيوز ٢٦ سبتمبر

بقلم / منير اسماعيل الشامي

تزامنا مع احتفالات شعبنا اليمني بالذكرى الخامسة لثورة ٢١ والذكرى السابعة والخمسون لثورة ٢٦ سبتمبر
يتبادر إلى ذهن الكثير لماذا ثورة بعد ثورة ولماذا نحتفل في يوم ٢١ من سبتمبر وبعد خمسه ايام نحتفل بذكرى ثورة ٢٦ من نفس الشهر ؟

نعلم أن الفترة الزمنية بين الثورتين اثنين وخمسون عاما فثورة ٢٦ سبتمبر كانت في عام ١٩٦٢م وثورة ٢١ سبتمر كانت قبل خمسة اعوام اي في عام ٢٠١٤م .

والحقيقة أن ثور ٢٦سبتمبر اعلنت اهدافها الستة بعد قيامها إلا أن هذه الأهداف لم تتحقق خلال إثنين وخمسين عاما فالهدف الأول كان التحرر من الاستبداد والإستعمار ومخلفاتهما واقامة حكم جمهوري عادل ، هذا الهدف الأول لم يتحقق منه شيئا،
صحيح أن الشعب تخلص من حكم ملكي بدون قناع ولكنه وقع ضحية لنظام ملكي بقناع جمهوري ، وصحيح ان الإستعمار البريطاني خرج من اليمن لكنه وقع تحت استعمار مقنع اكثر خطراً وأشد فتكا من الإستعمار العسكري تمثل بوصاية خارجية عليه اعاقت الشعب اليمني عن الخروج من معاناته وتنمية وطنه وبلوغ أحلامه ، وأما مخلفاتهما فلم يتم القضاء عليهما بل زاد تسمينهما وتكثيرهما حتى وصل عددهم في كشوفات اللجنة الخاصة اكثر من عشرين الف وأولهم رأس النظام السابق وحكومته وقادة الجيش وقادة الأحزاب، وكبار المشائخ والشخصيات وصاروا كلهم عملاء وخونة وادوات بيد اعداء اليمن عملهم هو ابقاء الشعب تحت خط الفقر وفي عمق الجهل والمرض والتخلف والفقر، وجعله منتهك السيادة طوال الفترة الماضية حتى قيام ثورة ٢١ من سبتمبر .

اما الهدف الثاني فخلال ٥٢ عاما لم يتم بناء جيش وطني للدفاع عن الوطن وحماية الثورة ومكاسبها والدفاع، بل تم بناء جيش عائلي وجيش حزبي اخواني لحماية النظام والمصالح الشخصية والطائفية وقمع الشعب وارهابه وما الست حروب على محافظة صعده إلا خير دليل ومثال.

الهدف الثالث فلم يتغير واقع الشعب ولم يرفع مستوى معيشته ولا ثقافته ولا صحته ولم يبنى اقتصاده ولا تطور وطنه بل زادت معاناته مع مرور الأيام واصبح معتمدا على الخارج في كل احتياجاته بعد أن كان الشعب العربي الوحيد المكتفي ذاتيا

كذلك الحال بالنسبة للوحدة الوطنية فقد تم اعلانها في عام ١٩٩٠ وبعد اربعة اعوام قام النظام بإغتيالها بحرب ضروس احرقت كل اركانها وزادت من حجم الفرقة والإختلاف بين ابناء الشعب اليمني ولا زلنا نعاني من هذه الفرقة والإنقسام حتى اليوم

وكذلك الحال بالنسبة للهدف الخامس والسادس .

ولذلك فقد كان لا بد من ثورة شعبية تصحح مسار الثورة السابقة ويكون هدفها هو تحقيق اهدافها الستة وهو ما قامت به ثورة ٢١ من سبتمبر ٢٠١٤م

هذه الثورة تحركت وفق الإرادة الشعبية وفشلت كل القوى الخارجية في الهيمنة عليها او التحكم فيها ولذلك كان اول هدف حققته هو تحرير الشعب واستقلال الوطن واسترجاع سيادته وامتلاك قراره ، ثم اتجهت لتحقيق الهدف الثاني وهو بناء جيش وطني للدفاع عن الوطن وعن سيادته ولحماية الشعب من اي اعتداء خارجي وقد حققت هذه الثورة هذا الهدف وبدأت به من الصفر واصبح الجيش اليمني بعد خمسة اعوام جيش قوي نجح في الدفاع عن الوطن ارضا وشعبا وواجه اكبر تحالف عدواني لقوى الاستكبار العالمية واعتمد على نفسه في تطوير اسلحته وقدراته وهاهو اليوم قد أمتلك اسلحة قوية وحديثة من تصنيعه وانتاجه وله قوة صاروخية وطيران مسير مكنته من تحقيق توازن الردع وقلب معادلة المواجهات رغم ظروف العدوان والحصار للعام الخامس .

وتمضي ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر في استكمال تحقيق بقية الأهداف لأخرى بعزيمة قوية واصرار متحدية كافة المؤامرات ومنتصرة عليها

إذن فهدف ثورة ٢١ سبتمبر هو تحقيق اهداف ثورة ٢٦ سبتمبر التي لم تتحقق خلال ٥٢ عاما ولو كانت ثورة ٢٦ سبتمبر حققت تلك الأهداف لما كان هناك ثورة بعدها وهذا ما يجب ان يعلمه كل ابناء الشعب وما يجب ان يدرس لأبنائنا ليتمسكوا بمبادئ وقيم واهداف ثورة ٢١ سبتمبر ويدافعوا عنها ويحمو مكاسبها .

You might also like