الإمام الهادي إلى الحق.. الإسلام دين ودولة .

 

إب نيوز ١٠ أكتوبر

بقلم./ إكرام المحاقري

في كل زمان ومكان ومهما تغيرت المتغيرات وطغت الأباطيل على النهج القويم، لابد لله تعالى أن يتم نوره وينصر دينه ويستخلف ولي من أوليائه ليكون نجما صادعا بنور الحق ويقين الدين، فلكل قوم هاد، ولأهل اليمن نصيب عظيم من الأئمة والأولياء، وما الإمام الهادي إلى الحق “يحيى بن الحسين” إلا نعمة عظيمة مَنّ الله بها على أهل اليمن ماضيا وحاضرا.

فمواقف الأولياء تتخلد ذكرى تاريخية ويعتز الدين بتلك المواقف الخالدة التي فتحت بها أبواب الحق وبنيت بها دولة الإسلام على أسس ومبادى وقيم “القرآن الكريم”، حيث كانت تلك الدولة قائمة على العدل وتمثلت “دين ودولة” ليست بعيدة عن تشريعات وتوجيهات المولى عز وجل.

فأعلام الهدى عليهم السلام عندما يمسكون زمان حكم دولة لا ينحرفون عن “خط الله” تحت مسميات سياسية وفكرية، وهكذا كان الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين عليهم السلام، فهو القائل لرعيته: “أطيعوني ما أطعت الله فيكم”، اي انه اعلن على نفسه ثورة إذا كان في يوما من الأيام ظالما ومستغلا نفوذه لظلم المستضعفين.

كذلك كان يتوجه إلى الناس قائلا: “والله لئن أطعتموني ما فقدتم من رسول الله إلا شخصه”، وحظي بذلك بمكانة كبيرة داخل الاوساط الإسلامية ليس في اليمن فحسب، وأشاد به كل من كان في عصره ومن جاء بعده من أعلام أهل البيت عليهم السلام، ومازالت مكانته العظيمة تتجلى في قيم العدالة والحرية عند اتباعه حتى عصرنا الحديث.

هناك من فرق ما بين الدولة والدين وجعل لكلاهما باب مخصوص، لكن نهج آل البيت عليهم السلام يبقى هو النهج الواضح كهيمنة القرآن الكريم على غيره من الكتب السماوية، حيث وأن النبي محمد صلوات الله عليه واله كانت جميع تحركاته السياسية والإجتماعية والدينية كلها من قلب توجيهات الله تعالى، وهكذا هم من يفهمون حركة الدين.

وما عصرنا اليوم الا أكبر شاهد على أنه لا دولة الا بدين، والا فمستنقع الشيطان سيكون مأوى للحاكم والمحوم في نفس الوقت، حيث وهذه الأيام ساد الفساد وتمكنت دول الإستكبار “الكافرة” تحت مسميات دينية، وهناك من قدم الدين بشكل مغلوط وأضعف الأمة الإسلامية وجعلها هشة لاعزة لها!

ختاما: من أراد ان يتفقه ويفهم من أين تاتي العزة للشعوب ومن أين ياتي النصر والتمكين ومتى يخنع الظالمين وعلى يد من، وكيف تكون الدولة ذات سيادة وقرار وكيف يبقى الإسلام إسلاما!؟ عليه بالعودة إلى تاريخ أئمة آل البيت عليهم السلام، فمن خلال تاريخهم سنفهم جميعا ماذا يحتويه القرآن من عزة وكرامة وغلبة “فعلمه كالبحر لا يدرك قعره”.. فآل البيت عليهم السلام هم نجوم أهل الأرض كلما أفل نجم ظهر نجم، وهم قرناء القرآن وعترة المصطفى المختار.

You might also like