بَرَاءَةٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْـمُشْرِكِينَ 

 

منتصر الجلي.

إب نيوز 19يوليو 2021

ما أعجبها من مفارقات جيو سياسية دينية ، مفارقات في أيام الأمة العظيمة ومواسم خيرها المباركة.
جاءت النصوص القرآنية في إطار الأمة المسلمة لتصلح من شأنها وتقوم أعوجاج التبعية ولتنظم عملية المجتمع وتعايشه مع الآخر من دون المسلمين …في الإطار القومي كأمة لها ثوابتها ومقدساتها ومرجعياتها الحتمية كجامع عام مشترك دون النظر للفوارق الهامشية الفرعية ذات الطابع المذهبي.

أراد الله سبحانه وتعالى أن ينظم شؤون الدولة المسلمة وعلاقتها بالآخر من عدة جوانب وعلى مختلف المستويات جاعلا تعاملنا مع أهل الكتاب(اليهود) على مستويات مغايرة بيَّنتها الآيات القرآنية مشدداً على التركيز على الفئة الأكثر خطورة من قبل اليهود والمشركين.
وفي عظمه التكريم الذي شرعه للأمة وفرائضه العظيمة جعل إحدى تلك الفرائض ( الحج الأكبر) كفريضة لها دلالاتها الإلهية التي شُرِعت من أجلها فما بين الوحدة الإسلامية وتوحيد الأمة على صعيد واحد وما بين استشعار العظمة لله وتعظيم شعائره والتذلل له وما بين المؤتمر الموحد للأمة كل الأمة على صعيد واحد وقضية تسليمهم في ذلك وما بين المحورية العامة للحج والوعي بالبراءة من أعداء الله وأعداء رسوله وأعداء الأمة والخلاصة من شوائب الشرك والمودة والمطابعة والطاعة للذين كفروا من اليهود والنصارى .

وفي واقع غير ما رسمته المنهجية القرآنية والطريقة السوية رسمت أنظمة الأمة شعاب عدة في التقنين والتنظير لشعوبها بين مسارعة وتطبيع مع اليهود وأعداء الأمة رابطين بذلك بين المصالح اليهودية والأنظمة عبر مسارعة فيهم غير ما أرادته الشعوب من تحرر وكرمة.

ومع مسارات الولاء التي تقدمها الأنظمة العميلة والتي ظهرت على ساحة الأمة الواقع المهين لنظام ما يسمى (بني سعود ) الدولة التي حكمت بالباطل كما جاءت بالباطل فحين أضاعت هوية الأمة وفرضت التقسيم الجغرافي بين الشعوب العربية وولدت الدول آن ذاك ومع التدرج الممهد لتحكيم إسرائيل في زمام الأمة وحين فشلت ورقة المدعو _محمد بن سلمان_ السياسية اتجه نحو الورقة الدينية في تقييد الحركة الإسلامية وتقليص الصورة العميقة من الحج الى صورة قزمة صغيرة لا حضور لها ساعيا بذلك من خلال تقليص فريضة الحج ومنع حجاج الأمتين العربية والإسلامية من أداء فريضة الحج المقدسة التي تعتبر مؤتمرا اسلاميا كبيرا.

تهويد مرحلي لبيت الله الحرام عبرالسياسة السعودية وما يفرضه عليهم الطاؤوس الأسود الصهيوني ، وها هي اليوم فريضة الحج لا تتجاوز حدود السعودية ومقيمها والمنع عن كل البلاد العربية شامها ويمنها وغيرها من البلاد الإسلامية.

شاهدنا القلة القليلة من حجاج هذا العام والذين لا يتجاوز عددهم كف الأصابع ، في صورة يندى لها جبين التاريخ في حين لم يعهد بيت الله الحرام قلة بهذا الشكل قبل هذا العهد.

وقف حجاج بيت الله على جبل عرفه وقوف ليس كما قبل فارغ من الحجيج فاقد المضمون غير طقوس شعائرية لا غير دون أن يكون للوقوف رسالته العميقة التي أرادها الله سبحانه وتعالى …وهي البراءة من أعداء الله في يوم الحج الأكبر.

في حين يقف الصادقون ومن يحملون القضايا الكبرى للأمة يقفون على درب الجهاد الكبير مع الله ، شعوبا. صادقة مقاومة عرفت عدوها الحقيقي فواجهته، يقفون كل عام على سطور الانتصارات وجبهات النزال يسطرون أعظم المواقف وأقصد بذلك شعبنا اليمني العظيم الذي يعيش أجواء العيد للعام السابع في ضل الحصار والعدوان وأزيز الطائرات وقصف المجرم الذي يدعي أنه خام الحرمين وهو مانع الحرمين وقاتل الإنسانية.
هنا تقف العظمة كل العظمة على صنعاء المكرمة وقفة من العزة والسؤدد والكرامة وقفة الحج الأكبر أن تنتصر وقد قرب النصر قاب قوسين أو أدنى.

You might also like