زيارة الأسد للإمارات بين تَمَنُّي موسكو وغض نظر أميركي.

 

إب نيوز ٢٥ مارس

كَتَبَ إسماعيل النجار

 

بعد إحدى عشرة عام من القطيعه السورية العربية جَرَّاء الهجمة الكونية على سوريا عام ٢٠١١ والتي دعمتها الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا وكانَ مجلس التعاون الخليجي رأس حربَة فيها في خاصرة بلاد الياسمين، حيث مَوَّلوا عصابات إرهابية وجيوش جَرَّارة عاثَت في جميع أنحاء البلاد خراباً وفساداً وقتلاً ودماراً،
صَمَدت سوريا بقيادة الرئيس بشار الأسد، وبجهود الحلفاء إستطاعت دمشق أن تمسك بزمام المبادرة مجدداً وأنطلقت نحو تحرير البلاد، التي إنتهت المعركة فيها بإنتصار الحكومة السورية الشرعية بقيادة الرئيس بشار الأسد وأصبَحَ ما يزيد عن سبعين بالمئة من الأرض السورية بقبضة الجيش العربي السوري،

تراجع العرب عن دعم ما أسموه (ثورة) سورية وتلاشىَ نفوذ السعودية وقطر وكل دُوَل مجلس التعاون الخليجي، وبقيَت تركيا الجارة اللدود لسوريا تقوم بدور جميع الدُوَل التي كانت تلعب دوراً رئيسياً بدعم الإرهاب، ودخلت القوات الأميركية بشكل طارئ إلى سوريا بهدف التعويض عن الخسائر التي خلفتها الحرب على داعش الطفل الأميركي السعودي المُدَلَّل،
مقومات الصمود والبقاء الأميركية صعبة للغاية على الأرض السورية،
والدور الروسي الإيراني بمحاربة الإرهاب كبير ونَشِط جداً رغم الإشتباك السوري الإيراني الصهيوني في الأجواء السورية، فتعقيدات المشهد السوري داخلياً أكبر بكثير من الحرب الروسية الأوكرانية، ولأن الأمور وصلت بين الناتو وروسيا إلى هذا المستوى الخطير من المواجهة على الأرض الأوكرانية، ولأن الموقف الأميركي الأوروبي كانَ متخاذلاً وجباناً مع كييڨ،
إزداد بعض العرب شجاعة لإتخاذ موقف بعيد عن توجيهات واشنطن،
وأبو ظبي كانت إحدى تلك الدُوَل التي إمتلكت الشجاعه لتتناغم مع القيصر وتجمع بين علاقاتها مع إسرائيل، وغطاء مصري عربي لها، والولوج الى دمشق من بوابة موسكو وطهران اللتآن باركوا الدعوة الإماراتية للرئيس الأسد، التي حصلت بتوقيت مدروس للغاية من الممكن أن تستفيد منها دمشق سياسياً بمحاصرة الرياض والتمهيد لعودة حضور سوريا في المشهد العربي وخصوصاً في القمة القادمة التي سَتُعقَد في الجزائر، بينما يستفيد منها محمد بن زايد بشكل دائري حيث مَكَّنَ تموضعه في النقطة الوسط بين الأعداء والأصدقاء، ويكون قد نجحَ في إيصال الإمارات الى مستوى صديق الأعداء والأضداد، وذلك برغبة روسية وغَض نظر أميركي نابع من مصلحة عميقة لها بعدم التضييق أكثر على دمشق، ورضا إيراني،
من دون معرفة حقيقة الموقف الصهيوني الداخلي الذي لا نُعَوِّل ظاهرياً على تصريحات المسؤولين في الإعلام فيه.
بكل الأحوال سيعود العرب وجامعتهم إلى دمشق والجميع سيسأل الأسد خاطره،
وسيعاد إعمار سوريا واليوم الذي سيكون فيه جواز السفر السوري ذهبياً ليسَ ببعيد، ومَن تواطئوا على بلاد الياسمين هم الخاسرون.

بيروت في…
25/3/2022

You might also like