هل سيوقِع نفتالي بينيت وليبيد على ورقة زوال إسرائيل؟،

كَتَبَ إسماعيل النجار

أمرٌ غيرَ مُستبعَد في حال قَرَّرَوا مهاجمة لبنان وخوض غمار حرب مع حزب الله، لأنه بذلك يكونوا قد وَقَّعَآ قراراً حتمياً بزوال دولتهم المزعومة وسجَّلَ التاريخ بأنهم آخِرَ رؤساء وزراء للكيان الصهيوني الغاصب،
نحنُ لا نبالغ إذا ما قلنا بأن بينيت أو ليبيد الذي سيتولى رئاسة حكومة إنتقالية قريباً ربما يتجاوز منطق الأمور والواقع السياسي والعسكري الحالي في المنطقة، وأن لم يأخذ بالمتغيرات الأيديولوجية والعسكرية لقوَىَ مِحوَر المقاومة القوية التي يتربع على رأسها الجمهورية الإسلامية الإيرانية وحزب الله اللذآن أصبحآ خارج إطار الدائرة المسجون بداخلها كامل الأنظمة العربية ما عدا سوريا الأسد ويَمن الأحرار وأنه قد يُقدِم على مغامرة عسكرية إتجاه لبنان او إيران أو سوريا،
المناورات العسكرية الإسرائيلية التي أجراها العدو على حدود لبنان الجنوبية وتلك التي أجراها مع جيوشٍ أُخرى في قبرص، قابلها إستنفارٌ كبير في الجهة المقابلة ورفع الجهوزية العسكرية ومراقبة دقيقة لتفاصيل هذه المناورات وماذا كانت تُحاكي طيلة فترة القيام بها، لإستخلاص الأهداف المرجوة منها والتي يريد عدُوَّنا أن يعمل عليها إذا ما إندلعت الحرب مع لبنان أو سوريا أو إيران،
بينيت وشريكه المتهشمين َالمُبتَزون داخل حكومتهم المترنحَة ربما يخطئون يوماً إعتقاداً منهم أنهم إذا هربوا إلى الأمام قد يستطيعون أن يلجموا الألسُن التي تهاجمهم من اليمين المتشدد ويُكَبِلوا أياديهم بفرض واقعٍ ميداني عليهم من خلال الحرب وأن يقدموا أنفسهم بصورة القادة الصهاينة الأبطال،
وربما يعتقدون أنهم يستطيعون أن يُلزِموا معارضيهم الصمت لوقت إنتهاء مهمة جيشهم،
ولكن ما هي الضمانات التي بحوزتهِم وبحوزَة حكومتهم من أن هذه الحرب إذا ما أشتعلت نيرانها أنه قد يستطيع إطفائها في الوقت الذي يريدونهم هم؟
هناك سؤالٌ يجب أن يُوَجَه إليهم من الإعلام الصهيوني لكي يعي مستوطنوا الكيان الغاصب أن اللعب مع الأسد الفارسي مُرعِب ومخيف وخطير،
والحرب ضد حزب الله لها أثمان كبيرة وآثار سلبية ضخمة على كيانهم المصطنع واقتصادهم المتداعي أصلاً، وتداعياته ستكون بكل تأكيد هيَ زوال هذا الكيان بِرُمَّتِهِ لأن هذه الحرب مَن يُشعلُ نارها لن يقدِر على إطفاء أوارها، ولأن حزب الله متربص ويَقِظ ويتحيَن الفُرَص، ومقاتليه بغاية الشوق للقاء جنود العدو في ساحات القتال،
أيضاً سنطرح سؤال على المَلَئ :
ماذا لو سقطت إسرائيل؟
هل ستبقى اوراقها الخريفية الصفراء على أغصان فروعها بدءِ من الجزيرة العربية وصولاً الى المغرب العربي على قيد الحياة السياسية؟
بكل تأكيد لا…
لإن سقوط إسرائيل يعني سقوط كافة الأنظمة “العبرية” العميلة ضربَةً واحدة وليست واحدةً تلو الأخرىَ، وسيكون هناك فعلاً شرق أوسط جديد خالي من الخنازير والمناشير والمُطبعين،
في نهاية الأمر الإستقرار الحالي الساخن الهَش لن يدوم عمره طويلاً،
فالحرب واقعة واقعة لا محآلة اليوم او غداً او بعد غد، حتى لو لم يشعلها بينيت وليبيد أو تشعلها الولايات المتحدة الأميركية ،
فإن رحلة الإنتظار الطويلة للإنقضاض على أوسخ نظام مجرم عنصري في الشرق شارفت على نهايتها، وسيرَى المراهنون على واشنطن والرياض وتل أبيب أنهم قد راهنوا على نمرٍ من كرتون سيتمزق متىَ ما صاح رجال الله لبيكَ يا نصرالله،
لبيكَ يا أقصى،
ويا قدس إننا قادمون،
حتماً سنسمعُ الصَيحَة وإن حزب الله هم الغالبون،

بيروت في….
21/6/2022

You might also like