ماذا جرى لنا؟

إب نيوز ٢٣ يوليو
بقلم الشيخ/ عبدالمنان السنبلي.
وأنت تتجول في بعض أحياء وشوارع العاصمة صنعاء هذه الأيام وخاصةً في الفترة ما بين العصر والمغرب فإن أكثر ما يلفت انتباهك طبعاً هو أولئك النشء والمراهقون الجائلون بكلابٍ أو جراء كلابٍ (أمريكية) أو (مهجنة)!
هذا الأمر في الحقيقة ليس له علاقة طبعاً بجماعة الرفق بالحيوان مثلاً أو بجمعية الحفاظ على فصائل الكلاب النادرة من الإنقراض أو أي شيئٍ من هذا القبيل.!
إنما هو بصراحة مؤشرٌ واضح على ظهور ثقافة جديدة ودخيلة على مجتمعنا اليمني آخذة يوماً بعد يومٍ في الإتساع والإنتشار في أوساط الكثير من الأطفال والمراهقين والمقلدين والهواة!
فقط ما عليكم إلا أن تفتحوا ما تصوره كاميرات المراقبة المنصوبة في الشوارع العامة وسترون بأم أعينكم حجم الكارثة وقدر المأسآة!
وليت الأمر قد توقف عند هذا الحد، لكنه في الحقيقة وعلى ما يبدو في طريقه إلى أخذ بعداً أكبر ونطاقاً أوسع وذلك في ظل الحديث عن ظهور أسواق خاصة بالإتجار بمثل هذه الأنواع من الكلاب، بالإضافة إلى بروز مجالس ومنتديات تعنى بمناقشة وتداول أخبار هذه الكلاب وما يستجد من أمرها.
لا والمصيبة والطآمة الكبرى أن يأتي مثل هذا الأمر في ظل رفع شعارات المقاطعة لكل ما هو أمريكي وإسرائيلي والمناداة بتفعيلها!
هل رأى التاريخ مهزلة كهذه؟
فمن المسئول عن هذا الإنحراف وهذا الإنحلال المجتمعي السخيف والفظيع؟
هل هو الفراغ أم الأسرة أم التعليم أم السلطات النائمة على (وذانها) كما يقولون أم من يا تُرى؟
وهل يتحتم علينا جميعاً اليوم أن نقف صفاً واحداً في مواجهة هذه الظاهرة أم أن الأمر قد فلت من عقاله ولم يعد بمقدورنا التحكم في خصوصية وثقافة مجتمعنا خاصةً في ظل الواقع المؤلم الذي نعيشه اليوم والذي جعل الواحد منا لم يعد يهتم حتى بنفسه أو بمن يعول؟
بصراحة لم أعد قادراً على استيعاب أي شئٍ مما يحدث لنا اليوم سوى أن هويتنا وخصوصية مجتمعنا اليمني لم تعد بخير!

(جمعتكم مباركة)

#معركة_القواصم

You might also like