والله.. ما هزمونا إلا هُمْ..!

 

إب نيوز ٢٨ شعبان

بقلم الشيخ/ عبدالمنان السنبلي.

قبل حوالي أيام تقريباً وقفت غير بعيد أرقب مجموعة من النشء والشباب وقد احتدم نقاشهم وعلا صراخهم،
كان ذلك طبعاً في معرض حديثهم عن الكلاسيكو المرتقب كما فهمت لاحقاً،
المهم…
واحد يصيح: نحن هزمناكم يوم كذا وكذا…
وآخرٌ يرد متشنجاً: ونحن هزمناكم في أرضكم…
وثالثٌ يعلل أسباب هزيمة ما.. ورابعٌ يفند ساخراً ومستهزئاً، وهكذا دواليك..
وحين رأيت أن الأمر قد بدأ يتطور فيما بينهم ويوشك أن يخرج عن حده المسموح، اقتربت منهم رغبةً في التدخل وحسم الموقف…
التزم الجميع الهدوء والصمت بعد أن طلبت منهم ذلك، ثم قلت: أنا سأفصلها بينكم.
قالوا جميعاً: تفضل.
قلت: لا أنتم هزمتم هؤلاء، ولا هؤلاء هزموكم قط،
والله وتالله وبالله.. ما هزمونا جميعاً إلا هم؛ أولئك الذين تختصمون من أجلهم!
هزمونا يوم أن ارتكبوا بحق العرب والمسلمين في الأندلس أفضع الجرائم والمجازر والمذابح في أكبر عملية تطهيرٍ عرقيٍ وإثنيٍ عرفها التاريخ…
هل سمعتم بالأندلس؟ سألتهم:
لا.. والكارثة أن واحداً فقط من أولئك الشباب هو من أكد سماعه بالأندلس، أما البقية فلا علم لهم!
نعم، هزمونا يوم أن حوَّلوا مساجدنا إلى كنائس وإصطبلاتٍ للخيول وأجبروا من تبقى من العرب والمسلمين هناك على التنصُّر قسرا!
سبعة قرون وهم يخططون لنا ويعدون العدة حتى هزمونا وأخرجونا من الأندلس بتلك الصورة المهينة والمذلة،
لم ينسوها لنا…
فماذا فعلنا معهم اليوم بعد سبعة قرونٍ من تلكم الهزيمة المذلة والمهينة؟
ليتنا نسيناها لهم وحسب!
فما جئنا به أفضع وأمر من النسيان!
لقد أحلناهم إلى أعلام وملهمين، أعرناهم عقولنا وتفكيرنا وقلوبنا لدرجة أن الواحد منا اليوم أصبح يعرف عن ملك (أسبانيا) ومدنها وأخبارها أكثر مما يعرف عن طارق بن زياد وعبدالرحمن الغافقي والحاجب بن أبي عامر وبلاط الشهداء و…!
هزمونا.. ولايزالون كذلك، وإن تغيرت الأساليب والصور!
يكفي أنهم استطاعوا أن يجعلوا من (الكلاسيكو) مناسبةً تُخلى لأجلها شوارعنا من المارة وكل مظاهر الحياة تقريباً كما لا تُخلى في أثناء خطبتي صلاة الجمعة في رمضان!

#معركة_القواصم

You might also like