يوم أسود على حرس الحدود السعودي.(التفاصيل)

إب نيوز 23 مارس

شهد يوم أمس أكبر وأوسع هجمات تتعرض لها المواقع والمعسكرات السعودية، منذ أشهر، على يد القوات اليمنية، وحصل ذلك بصورة متزامنة وفي خلال ساعات قليلة، وقد نُفّذت من عدة محاور وجبهات باتجاه أكثر من عشرة مواقع سعودية في كل من جيزان وعسير ونجران. أما الحصيلة الإجمالية للهجمات، وفق مصدر ميداني تحدث إلى «الأخبار»، فتجاوزت خمسين جندياً سعودياً بين قتيل وجريح، وقرابة خمس وعشرين آلية عسكرية متنوّعة، ما يجعلها واحدة من أكثر العمليات خسارة للجيش السعودي.

 

خمسة مواقع أساسية سقطت، منها ما كان في محيط مدينة الخوبة، جنوب جيزان، ورافق سلسلة العمليات قصف مدفعي ومهمات قنص وكمائن متفرّقة في مواقع جبلية أخرى محيطة بالمواقع الخمسة، هي: الدفينية، الكرس، القرن، قائم زبيد وشرقي البحطيط.

في سلسلة الهجمات، أحصى الجيش و«اللجان الشعبية» مقتل وإصابة أربعة وأربعين جُندياً سعودياً، على أن هذا الرقم هو في الحدّ الأدنى، خاصة مع هرب واسع لأعداد كبيرة من الجيش السعودي كانوا موجودين في المواقع العسكرية، ثم باشر المقاتلون اليمنيون تدمير عدد من الآليات في المواقع، من بينها آليات مُدرّعة وجميعها أميركية الصنع.

اللافت أن هذه العمليات وقعت بعد نحو يوم من إطلاق «القوة الصاروخية» صاروخاً باليستياً متوسط المدى على مدينة الفيصل العسكرية في منطقة أبو عريش السعودية، كذلك جاءت بعد مقتل وجرح عسكريين سعوديين في قصف مدفعي استهدف تجمعاتهم في موقع مقام على جبل الدخان، بالإضافة إلى قنص جنديين آخرين في موقعين بالقرب من الخوبة.

كذلك تمكنت «وحدة الهندسة» من تفجير آليتين (جرافتين وسيارة عسكرية) في وقت متزامن، وبذلك يرتفع عدد الآليات التي دمّرها الجيش و«اللجان» إلى عشر آليات في جبهات جيزان وحدها.

ووقعت سلسلة هجمات موازية جنوب ظهران عسير، وتحديداً إلى الغرب منها، ونُفذت ضد ثلاثة مواقع وصفها مصدر عسكري بأنها «مركزية»، كاشفاً أن أحدها هو مركز قيادة عليب (إدارة عسكرية تتبع «حرس الحدود» في منطقة التماس الواقعة بين نجران وعسير). هناك، فجرت «وحدة الهندسة» المبنى وسوّته بالأرض، كما انتهت هذه الحملة بالسيطرة على المسيال، وهو أحد أهم المواقع الجبلية التابعة لـ«حرس الحدود» بعدما كان يُستهدف يومياً بالمدفعية.

في الوقت نفسه، يُعرف الموقع الثالث الذي سقط في المحور نفسه باسم العش، علماً بأن لهذه المواقع أهميتها الحساسة لكونها تربط جبهات نجران بمحاور القتال الملتهبة في منطقة عسير. بعبارة ثانية، إن الجيش السعودي لا يخسر بهذه العملية مواقع جبلية فحسب، بل يفقد رابطاً مهماً وطريقاً ممتدة بين أكثر من جبهة وموقع، فضلاً عن عزل جبهاته في عسير عنها في نجران.

ووفقاً للمعلومات، فإن عدداً من الجنود السعوديين قُتلوا في تلك العملية لحظة مهاجمتهم، فيما تمكّن آخرون من الفرار مخلفين كميات كبيرة من الأسلحة المتنوعة والذخائر الحية.

قبل هذه العمليات، كانت القوات اليمنية قد أعلنت «تطهير مواقع قبالة منفذ علب في عمليات تكللت بالنجاح وقُتل فيها خمسة جنود سعوديين في كمين محكم استهدف آلية تقلهم بالإضافة إلى عدد من المرتزقة اليمنيين». ومن بين المواقع المؤمّنة تبّة الخزّان، ثم دمرت آليات في موقع نشمة الجبلي الواقع في محيط مدينة الربوعة.

بالتوازي مع ذلك، لم تُرِح المدفعية تجمعات الجنود السعوديين في كل من قلل الشيباني وشرقي الربوعة ومنفذ علب وموقع المسيال وقيادة «حرس الحدود» والمجمع الحكومي وسط الربوعة، وكذلك موقع الشبكة والمواقع المجاورة للمنفذ البري.

ويوم أمس، جرت سلسلة هجمات أخرى في سلسلة جبال عليب قُبالة منفذ الخضراء السعودي التابع لنجران، حيث تمكّن المقاتلون اليمنيون فيها من تأمين كامل السلسلة الجبلية وقتل عشرات المجندين اليمنيين وغالبيتهم من أبناء المحافظات الجنوبية، واغتنام عتاد عسكري متنوّع كانت السعودية قد زوّدت المرتزقة به. وتقاطع ذلك مع إفادات لمصادر محلية في عدن ولحج، في اليمن، بمقتل أعداد من المجنّدين في جبهات الحدود قبالة نجران.

وتناقلت تلك المصادر صوراً قالت إنها لقيادات عسكرية تقاتل في صفوف الجيش السعودي قُتلوا في نجران، وذلك في وقت أكدت فيه مصادر ميدانية «تأمين جبال عليب والمواقع المحيطة بالمنفذ البري»، مضيفة أن «على كثيرين أن يتساءلوا عن المصير الذي سيلاقي المجندين اليمنيين ممّن هربوا من مواقعهم»، وذلك في إشارة إلى تهديدات أطلقتها قيادات في الجيش السعودي بحق المرتزقة، إذ توعدتهم بتنفيذ أحكام بهم، من مثل القتل أو السجن.

وسابقاً، سُجّلت حوادث عدة قُتل فيها عدد من المرتزقة وسُجن فيها آخرون، فيما تتحدث مصادر جنوبية عن اختفاء وفقدان عدد من المجندين كانوا قد التحقوا بالقتال في حدود السعودية، ولا يُعلم مصيرهم، لكن لا يُستبعد أن يكونوا مُخفَين في سجون المملكة، أو أن يكونوا أسرى في يد الجيش اليمني و«اللجان الشعبية»، خاصة أنه زج بهم في مناطق واسعة يجهلون أدنى التفاصيل عنها.

وكانت السعودية قد جندت في العام الثاني من عدوانها على اليمن آلاف المرتزقة اليمنيين وغالبيتهم من أبناء المحافظات الجنوبية. ووفق معلومات، فقد كلّفت عمليات التجنيد والتدريب والتسليح لهؤلاء المقاتلين الخزينة السعودية مبالغ طائلة، دفعتها الرياض أملاً في تحقيق اختراق على الجانب اليمني في معارك الحدود والتعويض عن سمعة جيشها المتهاوي الذي استُبدل به آلاف من شباب الجنوب.

إلى ذلك، تتحدث مصادر ميدانية وإعلامية عن أسر «أنصار الله» جندياً إماراتياً في عملية الإنزال التي نفّذها تحالف العدوان يوم الخميس الماضي على ساحل مديرية التحيتا في محافظة الحديدة، قائلة إن الجندي نُقل إلى مكان آمن وعولج من إصابة طفيفة، ومشيرة في الوقت نفسه إلى أنّ هذا أول عسكري إماراتي يقع في الأسر.

| الأخبار اللبنانية | يحيى الشامي

You might also like