لماذا تحاصروني ؟!

إب نيوز ١٧ أكتوبر

كتبت / سعاد الشامي

أنا المريض المسلوب نعمة العافية، والمصلوب فوق أوتاد السرير، والموشح بمعطف الآلام المتأوهة والمحملة أنفاسي بضجيج الأنين وأجهزة المستشفيات معطلة ومغلولة بقيد المازوت المأسور داخل البواخر المحجوزة … وأوجاعي لم تشفع لي أمام الحقد المتقد في صدوركم !
خذوا حصتكم من عافيتي ..فأنا المؤمن الواثق بربه والقوي بعدالة القضية والذي لا يخاف من الكفن الأبيض ويخيفه ثوب العار الملطخ بتقيحات الخيانة والارتزاق.

لماذا تحاصروني ؟!

أنا الجائع الذي يقضم حصاركم أمعائي ورغيفي ما زال ممتداً على ظهر الصحن يتحسس رائحة غاز هنا وهناك وينتظر بزوغ نيرانها ويحجز تذاكر الأيام لما هو آتٍ من طوابير الأسطوانات !
خذوا حصتكم من قوتي …فأنا الحر الذي لايركعه الجوع ومن المحال أن أغمس لقمتي في ذل الخنوع حتى وإن سقطت شهيد الرغيف.

لماذا تحاصروني ؟!

أنا المهرول مشياً على الأقدام وطفلي المريض يتضور ألماً بين ذراعي وسيارتي تعاني من الجفاف الحاد وتحتضر فوق إسفلت الحارة ، والباصات على مواقفها مؤصدة الأبواب مشلولة الحركة ؛ قد سلبها الحصار بنزينها وقطع عن الناس عصب الحياة !
خذوا حصتكم من وقودي.. فأنا الثائر اليماني الذي سيغلب التعب ويهزم اليأس ويقهر الإنتظار وتحمله أقدامه إلى جبهات العزة والكرامة لينجح بالتنكيل بكم ويصنع ملحمة الإنتصار .

لماذا تحاصروني ؟!

وحصاركم وعدوانكم ينبت في قلبي مقاومة جامحة تتقاذفها مشاعري بشراسة الغضب المشروع ومرارة إجرامكم تطوف في مد الذاكرة وجزرها !
تباً لغبائكم يا جلامدة القلوب.. تمهلوا قليلا وخذوا حصتكم من دروس الإنتقام القادمة والتي ستطوي صحيفة القوم الظالمين.

You might also like