شُرود مُفكر
إب نيوز ٢ سبتمبر
صفية جعفر
بينما كنتُ أمشي متجولة في شوارع حجة إذا بالحشود تتوافد من كل مكان، هنا طرح السؤال نفسه مالذي يحدث ولماذا هؤلاء جميعا يمشون بحزن يطأطئ رؤسهم إلى الأسفل فكرت أنه ربما حدث شيء كارثي من جديد وأن اليمن دخلت في دوامة اخرى بالرغم من ذلك أبيت إلا أن أنظر إلى الأعلى فإذا بي أرى اسم الشهيد/ياسر القدمي وعبد المنعم المغربي…. فتسرب الحزن إلى قلبي ببطء شديد ليستولي على قلبي بالكامل،ويأخذني الحنين إلى تلك الروح التي سكنت التراب فتعود بي الذاكرة إلى أخي وكأنني احضر تشييعه الذي أبيت إلا أن أصرخ بضحكة هستيرية لا يُعقل أن يكون أخي ربما حدث خطأ عند نقل الجثث…
للأسف لم يكن خطأ بل كان قدر محتوم لا بُد أن ﺕواجه الحقيقة دائما حتى وإن كانت مؤلمة بُت وباتت مشاعري والندوب تملأ صدري وتُعاملني بقساوة مع أنني مع الحياة لينةً سلسة إلا أنها يجب أن تُخاطبني بخشونة،
مضيت قليلاً وكانت نفسي تُحدثني لماذا؟لا تكونين تلك المرأة المضحية فالتقتدي بزينب ولتكُوني كرُقية لا تخضعي لهذا العصر المزعوم بالتطور والتقدم الحديث؛بل هو للتدهور القيمي والأخلاقي فلتتمسكي بمبادئك،قيمك،أخلاقك،فقاطعت ذلك الصوت الذي في داخلي وقلت:إذاً هيا فلنبدأ المشوار لا نتوقف فالحياة أيام عشناها ومضت وأيام نحن فيها وأيام يجب أن نُصلح الأخطاءالتي ارتكبناها في ما مضى فلتُسرعي فالليل يُسابقني، واليوم يجفيني، والغد بتبعني ،وينعيني…
فلتقف الحياة إجلالاً لكل من خاضها بحب رغم المحن فلتقف الحياة للعظماء الشهداء فلتضرب التحية لكل من قال: كلمة الحق دون أن يخشى أحدا او أن يخشَ خدش أحد،فلتستسلم تلك النفوس الدنية التي لا زالت تُفكر أن تكون مع العدوان،فلتصمت الرياح وليتوقف التوقيت الزمني وليخضع الوقت فبتلك العظمة التي امتلكها الشهداء ليس لها مثيل ولن يكون،فليعلم المواطن،والمزارع،والدكتور،والمهندس،والبيطري،والمسؤل، أن الوطن قبل كل شيء أن الحرية قبل كل شيء فلنعش بالإنسانية، فالضمير أجمل ما يمتلكه الإنسان،قد تأتي الرياح بما لم تشتهي الأنفس،وقد نتوقف في مكان لم يكن بالبال؛لكن هُنا يجب أن نكون أقوى من تلك العواصف التي قد تُوثر على الشريان التأجي للقلب فيحدث ذلك الخلل الذي قد لا تُُصلحه سعادة العالم…
في تقلبات الصباح المُورد بأشعة صفراوية تخترق الصحاب الأبيض الناصع لتصل وتُلامس أجسادنا وأرواحنا المُتعبة ،فتُحاول أن تُغمض أعيننا ونحن ننظر إليها بشغف خفي وكأننا نقول لها ما أروع بزوغك الميمون، المكان مزدحم بالمارة كلاً يذهب للمهمة الموكلةُ إليه دون استثناء، فمنهم من يمشي بكرسي أبت أن تحمله أقدامه، ومنهم من يرتدي النظارة الشمسية فعيناه تتأثر بخيوط الشمس،ومنهم من يمشي بعُكاز فالقدم الاُخرى لم تُسانده حتى يكمل مشوار حياته،تأملت ملياً، أردت أن أصفع نفسي وأقول أينك من هؤلاء جميعا فالبرغم من المعوقات التي لا توجد أمامك إلا أنهم نجحوا في الحياة واصبحوا ذوا همة وخدمة للوطن والمواطن…
أخذت نفس ملئ بحمد الله وتحولت تلك الطاقة السلبية التي ملأتني إلى إيجابية فذة، فلقد اخذت درساً في طريقي لا يستطيع أن يشرحه لي أكبر معلم نفسي
فلتملوء حياتكم بالتفاؤل والثقة بالله ولتتأملوا في كل ما يواجهكم فالحياة تُعطي وتأخذ،يجب ألاّ نستسلم لحزن، ألم، مأساة،فلنعمل لنرتقي بدلاً من أن نقول فنتهاوى ونختفي…