إنهاء حرب غزة.. شرف من سيناله؟
إب نيوز ٢٨ مايو
دينا الرميمة
عشرون شهرا مرت ولاتزال غزة تفيض وجعا ولاتزال نيران الحرب عليها تستعر بسعير حقد منفذها الغاضب على هيبة دولته التي ظلت تصنعها طيلة سبعة عقود في قلوب الخانعين والخائفين من دائراتهم وبغمضة عين تحطمت تحت أقدام ابطال مقاومة حماس الذين اقتحموا السياج وحطموا الجدران والأوهام في عملية «طوفان الأقصى»، وأوقدوا من رماد نكبة فلسطين ونكسة العرب جمرة أشعلت «المستوطنات» ونسفت أكذوبة جيش العدو الذي وصف بأنه لايقهر ومخابراته التي قيل إنها من الأقوى في العالم، فتحطمت على ذات مروحية ومظلة وقذيفة!
ومنذ ذلك اليوم اتخذ الكيان الصهيوني من سماء غزة مكانا للانتقام يسقط القتل كالمطر على أرضها التي أمتلأت جثث واشلاء ومقابر لاهلها الثابتين فيها والرافضين خروجهم منها مهما كانت الاثمان غالية متلحفين بصبر العالمين جعلهم يتغلبون على كل فواجع الفقد والجراح وماخلفته من مآس توشك ان تسلب الجميع عقولهم إلا هم يرونها هينة مقابل أرضهم التي عشقوها حد الموت اللذيذ عليه درءا لنكبة أخرى قد تلحق بفلسطين تفقد على اثرها غزة هويتها العربية الفلسطينية وتصبح مستوطنة صهيونية فتضاف بذلك ونكسة للعرب إلى جانب نكساتهم التي خلفت فيهم رهاب الكيان وعقدة مواجهته إلى حد نسيانهم فلسطين!!
إلى ان جاء الطوفان ليذكرهم بها بعد أن سالت دماؤهم حتى بلغت أروقة جامعة الدول العربية ودون ان يحرك العرب ساكنا،واقصى مافعلوه عقد بضع قمم جميعها تنتهي بإدنات ومطالبات للمجتمع الدولي ليقوم بدوره بايقاف الحرب وحل الدولتين دونت على أوراق أدرجت داخل مكاتب مزدحمة بقرارات لم يكن لها أثر على القضية الفلسطينية التي خانوها بالتطبيع مع العدو الصهيوني وبأموال وردها بعضهم للخزينة الأمريكية الشريك الفعلي بحرب غزة بسلاحه العسكري وبيده التي رفعها لسبع مرات ملوحة بسلاح الفيتو لقتل كل قرار يحاول مجلس الأمن أن يستله لإنهاء الحرب في غزة، ووئد أحلام نتن ياهو التي توسعت من القضاء على حماس وإحتلال غزة إلى استيطان الضفة الغربية وتهويد القدس ومن نفق تحت الأقصى أعلنها للعرب أن القدس لا تقبل التقسيم وانها لن تكون إلا موحدة تحت قيادة لإسرائيل وعاصمة لها وعلى أنقاض الأقصى سيبني الصهاينة هيكلهم المزعوم فاتحا بابه على مصراعيه امام المستوطنين لإقتحامه بقيادة بن غفير ليؤدون صلاواتهم التلمودية إحتفالا بالذكرى السابعة والخمسين لاحتلالهم القدس وعلى آنات شعب خذلته الأمة ولم يستفزها مايتعرض له ثالث الحرمين من انتهاكات وتدنيس تراقصوا متوعدين العرب بمواصلة الحرب في غزة حتى استيطاتها!!
وامام هذا العجز المدعوم من الغرب والعرب معا لاتزال غزة التي يتجرع سكانها الويلات على هيئة موت حرقا وتجويعا ولا تزال مقاومتها تقاتل ببندقية يتيمة إلا من بعض دعم من دول المحور تناقص بسبب الضربات الذي تلقاه بعضها من خيانة العرب لها…
وحدها اليمن والتي على الرغم مماتعرضت له من حرب بهدف إيقاف اسنادها لغزة لاتزال ثابتة في موقفها وحصارها الذي فرضته على الكيان ووسعته من البحر إلى الجو واستطاعت ان ترفع يد امريكا عن اسناد الكيان في معركة البحار التي هزت اقتصاد الكيان بثت في قلوب مستوطنيه خوفا ورعبا، وشعورا بأن نفس الخطر الذي يهدد الرهائن بغزة بات يهددهم، وغضبا على حكوماتهم التي فشلت في استعادة الرهائن وتوفير الأمن لمدنه!
ومع إصرار ناتن ياهو على استمرار الحرب حتى لو توصلوا لإتفاق يعيد الرهائن، استطاع الغزاويون بصمودهم منذ اول أيام الحرب وحتى اللحظة حتى ظننا انهم قد اعتادوا الموت وآلفوا فيضانه الذي يجتثهم الفا تلو الأخر ويبادون وهم جوعى حتى اصبحوا يترقبون ساعته كمن يلتقط الانفاس واستطاعت مشاهد الجحيم الذي يصب عليهم ان تحرك ضمائر العالم الغربي وتجعلها تجوب شوارع العواصم والمدن تنديدا بمذابح الكيان ودعم حكوماتهم له فشكلت ضغطا جعل بعضها وبعد ان تسبب صمتهما بذهاب مائتين الف من أبناء غزة بين شهيد وجريح تخرج عن صمتها شاعرة بالحرج ليس إلا على قوانين الانسانية التي لطالما خدعت بها الشعوب، لتنادي مؤخرا بضرورة وقف الحرب ملوحة باتخاذ عقوبات إقتصادية ضد الكيان إن لم يوقف هذه الحرب مع استنكارها عمليات الإستيطان بالضفة واتخذت ثمانين دولة من ضمنها فرنسا وكندا وبريطانيا قرار الاعتراف بدولة فلسطينية بجوار دولة اسرائيل التي عشقوها حد الاختراع ان لم تكن،
وعلى الرغم من أن موقف الغرب لايزال مجرد تلويح لا فعل إلا أن السؤال الذي يطرح نفسه اليوم
خاصة مع الأخبار التي تفيد بتوصل حماس وويتكوف إلى صيغة اتفاق تنهي الحرب
هل سيحظى الغرب وعلى رأسه أمريكا والمشارك فعلا وقولا بماسأة غزة بشرف إنهاء هذه الحرب
ليحلق العار بالعرب وأمة الإسلام بأنفسهم كونهم عجزوا في ذلك وكانت فرصتة لهم ليستعيدون بها المجد العربي وينقذون به شرف العروبة الذي قدمه صمتهم على طبق من ذهب ليعتلي الصهاينة مجدهم ومن رفاته نسجوا إسم دولة طارئة على الخارطة والتأريخ يقال لها اسرائيل والجواب ستحدده الايام القليلة القادمة