قبل أن يرتد إليك طرفك
إب نيوز ٢ يونيو
فاطمة عبدالإله الشامي
وسط صمتٍ استراتيجي وتحرك محسوب، يُعيد اليمن تشكيل ميزان الردع في المنطقة، لا بالشعارات ولا بالتمنيات، بل بصواريخ فرط صوتية قاتلة، تحمل رؤوسًا متعدّدة، وتُباغت العدو قبل أن يرتد إليه طرفه.
الصواريخ اليمنية الجديدة ليست جزءًا من الدعاية، بل حقيقة ميدانية تُمثّل ذروة ما بلغته الإرادة اليمنية من تطور عسكري ذاتي، رغم الحصار، رغم القصف، رغم الخذلان. إنها صواريخ تفوق سرعة الصوت بأضعاف، تطير بسرعات تصل إلى 8 ماخ، أي أن المسافة بين انطلاقها وانفجارها داخل عمق العدو تُقاس بالثواني، لا بالدقائق.
لكن ما يُميز هذه الصواريخ ليس السرعة فحسب، بل ما تحمله في جوفها: رؤوس متعدّدة، ذكية، مستقلة. كل رأس منها يملك مساره الخاص، قدرته التدميرية الخاصة، وبرمجته المستقلة لضرب أكثر من هدف بدقة لا تمنح العدو فرصة للهرب أو حتى التحليل. ميناء، محطة كهرباء، مركز قيادة، قاعدة عسكرية… كلها تُضرب في وقتٍ واحد، من صاروخٍ واحد.
هذه الصواريخ لا تُطلق عبثًا، بل بقرار محسوب، لحظة الصفر. إنها أدوات لضربة مفصلية، لا للاستهلاك. وقد أُعدّت لتكون يد الله الغاضبة، إذا تمادى العدو، وإذا تجاوز الخطوط التي رسمها اليمن بدماء شهدائه وموقفه الأخلاقي الصارم تجاه ما يحدث في فلسطين.
العدو يدرك تمامًا أن ما رآه حتى الآن من القدرات اليمنية، من ضربات بحرية وصاروخية، لم يكن إلا مقدمة متواضعة. أما المفاجأة الحقيقية، فهي ما لم يُكشف بعد: صواريخ مُصمّمة لا للتخويف بل للإبادة الممنهجة للبنية التحتية، ولشلّ الأعصاب العسكرية، ولتحويل عمق الاحتلال إلى رمادٍ حار.
هذه الصواريخ تتجاوز الدفاعات الجوية، تتفادى القبة الحديدية، وتربك “حيتس” و”مقلاع داوود” وتخترقها بسهولة. فهي لا تأتي كرأس واحد بل كرؤوس متعددة في مساراتٍ متزامنة، تُشتّت الدفاع، وتُربك القيادة، وتُباغت بلا رحمة. لم تعد الحرب تقليدية، ولم تعد تل أبيب آمنة… وما بعد هذه الصواريخ، لن يكون كما قبلها.
إن التطور الصاروخي اليمني اليوم ليس تطورًا تقنيًا فقط، بل عقائديًا واستراتيجيًا. اليمن لا يُراكم الأسلحة من أجل الاستعراض، بل يبني معادلة جديدة: من اليمن إلى فلسطين، قرار النار في يد رجالٍ صدقوا الله، وانتظروا أمر الإطلاق، لا أمر التفاوض.
وليعلم العدو الصهيوني أن ما يُخبئه اليمن من هذه الصواريخ، لا يُكشف في تصريحات، بل في اللحظة التي يرى فيها الميناء يحترق، والمنشأة تتفجر، وسماءه تتصدع، دون أن يسبق ذلك إنذارٌ أو تحليل استخباراتي.
إنها صواريخ تُباغت، وتضرب، وتُبيد…
وتفعل كل ذلك، في اللحظة التي لا يتوقعها العدو،
في اللحظة التي يُقال فيها: “قبل أن يرتد إليك طرفك.