ما بين العراق وسوريا، الأمويون الجدد وفكرة إنشاء كيان سني موحد ..!!

إب نيوز ٢٣ يوليو

غيث العبيدي ممثل مركز تبيين للتخطيط والدراسات الاستراتيجية في البصرة.

▪️ الكيان الأموي الجامع.

الدولة الإسلامية في العراق والشام، هذا هو الأسم الذي أطلقه تنظيم داعش الأرهابي على نفسه عام 2013، وأختياره لهذا الأسم يعكس الطموحات التي تتبناها التنظيمات الإرهابية من القاعدة مروراً بداعش وأنتهاءآ بهيئة تحرير الشام، في إقامة ”كيان سني موحد“ مابين العراق وسوريا عاصمته دمشق، مواز للكيان الشيعي في العراق، وبعيد عن سلطة النظام السياسي الحالي في بغداد، تسود فيه الإيديولوجية الأموية وتوجهاتها الإستراتيجية ومصالحها الإقتصادية والإجتماعية، ويستحضر فيه مجد الدولة الأموية البائدة، ويستذكر الهيمنة السنية والفتوحات الإسلامية «المدفوعة بدوافع جنسية وإقتصادية» بتأييد واسع من أغلب السنة في كلا البلدين من غير المنتمين للتنظيم، والذين يحملون طبيعة الأمويين الدموية، التي لا يمكن السيطرة عليها والتحكم فيها، لتأكيد سلطان الكيان السني الموحد، وتثبيت أركانه، بعد أن كانت قيادة التنظيم تنتظر منهم هذا التأييد، لشرعنة الكيان المزعوم إجتماعيآ بعد أن شرعن دينياً من قادة التنظيم ومشايخ الدين الأخربن.

▪️ الكيان الأموي نجح في سوريا وفشل في العراق.

الدبلوماسية الدينية والتوافق السياسي معها، وخطوطها الداخلية والخارجية والتي أنعكست على الأغلبية الشيعية في العراق لتتاثر بها وتؤثر فيها، فكانت أهم ثمراتها الدينية ”الحشد الشعبي“ العارف بأستراتيجية تنظيم داعش الإرهابي، والتنظيمات والحركات والأحزاب والعشائر التي بايعته وانضوت تحت لوائه، من خلال دبلوماسية المرجعية الدينية في النجف الأشرف، بصورتها الجهادية، ونشاطها الأجتماعي، المرتبط بالشأن السياسي العراقي، والانسجام الأمني السريع بين الحشد وباقي صنوف القوات المسلحة العراقية، السبب الأوحد المؤدي لنتيجة هزبمة التنظيمات الأرهابية في العراق هزيمة ظاهرية، ونبل الشيعة، وتسامحهم ورقي أخلاقهم، وأصالة هويتهم، وعلاقاتهم الانسانية مع الأقليات الأخرى من غير المسلمين، وتمسكهم بثوابتهم الأسلامية وأعرافهم الإجتماعية، وأفعالهم المعاكسة لأفعال التنظيمات الأرهابية، في العراق وسوريا «الأنسانية الشيعية مقابل التوحش الأموي» الموقف الأوحد المؤدي لهزيمة التنظيمات الأرهابية هزيمة معنوية، والمخلصين للحقيقة والعارفين لها يدركون تماماً أن التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب سواء كان في العراق أو في سوريا، رجل من قش، وفزاعة عسكرية لا دور لها في هزيمة داعش وباقي التنظيمات الأرهابية في العراق نهائياً.

بينما نجحت هيئة تحرير الشام في سوريا «ومن باب تبسيط الحالة وإزالة المعقدات منها» لأن القيادات الأموية في الجيش السوري، والاغلبية الاموية السورية، أرادوا لها أن تنجح، ومن فؤاد نجاحها أنها أظهرت حقيقة الأموي السوري كشخص مراوغ، مثله كمثل السعودي الوهابي تماماً، تغلبهم طبائعهم، بلا الوان ولا فلاتر..

▪️ الكيان الأموي الموحد وفكرة القومية الأموية.

عملت التنظيمات الأرهابية وعلى رأسها هيئة تحرير الشام بأعتبارها النموذج الوحيد الذي نجح في الوصول إلى السلطة من بين كل التنظيمات الأرهابية التي أتخذت من الدول العربية مركزاً لممارسة عملياتها الإرهابية، لزعزعة الأستقرار في المنطقة، وتطلب هذا النجاح تقديم الكثير من التنازلات على المستوى الجغرافي للدولة السورية، حتى تحظى بفرصة البقاء ضمن النسيج الدولي، على أعتبار إن الشعب السوري  أختار من يحكمه بنفسه، وكل ما حاصل ويحصل فيها من أحداث شأن داخلي محض، ووجه من وجوه عملية إنتقال السلطة، بعد إن فوضت الجماهير هيئة تحرير الشام لتولى شؤون البلاد والعباد في سوريا، لتتبنى بدورها خطاب محدود حول الكيان الأموي، نظراً لحساسية الظروف السياسية التي تمر بها المنطقة، وعززت لاحقاً بخطاب غير رسمي في مواقع التواصل الأجتماعي، من مؤيدي التنظيم، روج لها الأرهابي أبو محمد الجولاني والدائرة السياسية المقربة منه، من خلال بعض الإشارات التي كانت ترسل بين الحين والاخر، مثل الصلاة في الجامع الأموي، وأحياء قبر المعلون معاوية بن أبي سفيان، وانزال راية مرقد السيدة زينب عليها السلام، والتضييق المستمر على زوار المرقد الشريف، وإظهار بعض الفواصل والفيديوهات  للإرهابي الجولاني وهو على ظهر جواده، مصحوبة بقطعة حماسية من نشيد « بني أمية أصلهم ذهب» والتفاخر التمثيلي المضطرب بشخصية الأرهابي الجولاني في كل زياراته ولقاءاته الرسمية وغير الرسمية، لترسيخ تلك الفكرة ودمجها مع السلفية والوهابية والقومية الوطنية بأعتبارها الإيديولوجية التي تعبر عن الولاء للمذهب السني، المرتبط بالأمة العربية، ليستشعرون من خلالها التفوق على جميع الأمم الأخرى.

وبكيف الله.

You might also like