الانتخابات العراقية والمقاطعة والحسابات الخاطئة..!!

إب نيوز ٢٩ سبتمبر

غيث العبيدي

▪️ المقاطعة الانتخابية وترحيل الأزمات السياسية.

الصورة الأستعراضية للإنتخابات القادمة في العراق، ترفع شعارات مستهلكة طالما سمعناها مراراً وتكراراً، مصحوبة بفورة حماسية للدفاع عنها، وبهذا المنطق بدأ يتأسس فهم ممسوخ للمقاطعة، وفي غمرة طغيان ذلك الأحساس، أخطأ المقاطعون بأنانيتهم المستعلية وكبريائهم الهالك المصلحة العامة للبلاد، أو لربما فعلوها تقرباً من سلاطين وحكام لم يشموا يوماً رائحة بارود الوطن، وثرى الحدود وتراب الجبهات.

هذه العقلية العتيقة التي تعلن حرباً لا هوادة فيها في كل موسم أنتخابي في البلاد، لا تدرك بأن عملها هذا عبارة عن ”مراهقة سياسية“ الغاية منها ترحيل الأزمات من وقت لآخر ومن حكومة لأخرى، حتى يواجه المجتمع معاناة جديدة وغير مألوفة، بغية حصول تغير كامل في الحالات الإجتماعية والسياسية في البلاد.

▪️ المقاطعة والبحث عن التزكيات العربية الحقيرة.

على مايبدوا إن مقاطعة الأنتخابات في العراق عبارة عن موسم جني التزكيات العربية، فكل من كان مع زمرة المقاطعين، ويدور في فلك الأحزاب المقاطعة، مرحب به عربياً، ويحصل على أطراءات عربية متملقه، ومدائح كاذبة، لأنهم ينظرون إليهم على إنهم من المتمردين على الديمقراطية، ويأملون منهم ضمان تخريب العملية السياسية في البلاد، فهم بنظر العرب اداة المقهورين والناغمين على النظام السياسي الحالي، بمعنى أخر هم عبارة عن حجة العرب لدعم التخريب السياسي في العراق، وصولا ليوم الزحف الكبير والتغيير المنشود.

▪️ المقاطع المنتشي والمصوت الساذج.

منطق المقاطعين؛ كل من يشارك في العملية الأنتخابية وبصوت لمرشح ما، مشارك في المأساة، ولا حصر للمصيبة التي أوقع نفسه فيها، لأن أصل العملية الانتخابية في العراق معيب وجذرها فاسد، وفي الحقيقة أن استراتيجية المقاطعة حتى وإن قادها حزب واحد ينتمي للأغلبية السكانية في البلاد، بجمهور كبير وانتماء واسع، سيحظى باهتمام أقليمي ودولي فعال، وغالبا ما تكون مقرونة بمطلب التغيير السياسي، وتكرار المقاطعة في أكثر من موسم أنتخابي قد يقوض العملية السياسية التي لم تحافظ على مبادئ الديمقراطية التي وضعت لها، ويلغي الشرعية جهاز الدولة الحالي المتقاعس عن محاسبة الفاسدين، فأن لم يستطع ضبط نفوذه على الأنظمة الدولية تقديم بدائل جديدة له.

واعتقد هذا هو طموح المقاطعين.

وبكيف الله.

You might also like