شكلهم (بَردَقْوه)..!

إب نيوز ٢٩ أكتوبر

بقلم الشيخ / عبدالمنان السنبلي

إذا كنتم ممن يتهمونني بـ«التطبيل»..

أو يعتبون عليَّ أنني أطيل الثناء في (أنصـ ـ ـارالله) مثلاً أو أسهب في شكرهم والإشادة بهم، فهذا في الحقيقة شأنكم أنتم، أما أنا فما ذنبي؟!

ما ذنبي إذا كان هؤلاء النـــاس قـد أجبروا حتى الصخر والحجر والأرض والشجر على أن يقفوا لهم إجلالاً وإحتراماً ويشهدوا لهم..؟!

ما ذنبي إذا كنتم أنتم أنفســكم لا تزالون تعيشون في عالمٍ افتراضيٍ اسمه: الوهـــم، وترفضون أن تواجهوا الحقيقـة كما هي؟!

بالله عليكم: أكثر من عشر سنواتٍ وهؤلاء الفتية يواجهون أعتى عدوانٍ غاشمٍ وهمجي تعرض له اليمن بلا هــوادة، وبكل صلابةٍ وبطولةٍ واستبسال..

ماذا تريدون أن أقول فيهم؟!

أأقول فيهم: جبناء مثلاً أم عملاء أم مرتزقة أم خونة ومأجورين أم ماذا تريدون أن أقول؟!

أكثر من عشر سنواتٍ وهم صامدون وثابتون على مواقفهم ومبادئهم لم يتزحزحوا عنها قيد أنملة..

ماذا تريدون أن أقول فيهم؟!

أأقول فيهم: بائعوا مواقف مثلاً.. أم أقول: مروجو كلام ومسوقو شعارات، أم ماذا تريدون أن أقول؟!

أكثر من عشر سنواتٍ وهم، ورغم كل الظروف القاسية التي تعيشها البلاد، يبسطون سيطرة الدولة ويفرضون هيبتها ويحفظون الأمن والاستقرار في سائر المناطق والمحافظات التي بحوزتهم بخلاف من سواهم في مناطق أخرى..

ماذا تريدون أن أقول فيهم؟!

أأقول فيهم: قطَّاع طرق مثلاً أم عصاباتٍ مسلحة أم (مليشيا) كما يحلو لكم تسميتهم أم ماذا تريدون أن أقول؟!

أكثر من عشر سنواتٍ وهم كل يومٍ يفاجئوننا ويفاجئون العــالم كله بإنجازٍ جديدٍ يبعث على الإعجاب والفخر ويحسب في الأخير لصالح اليمن..

ماذا تريدون أن أقول فيهم ؟!

أأقول فيهم: منكسو رؤوس وأعلام مثلاً أم جالبو خزيٍ وعارٍ كما هو حال غيرهم، أم ماذا تريدون أن أقول يا تُرى؟!

يعني: كل شيءٍ واضح وصريح ولا يحتاج أصلاً إلى ما يجيز اللوم أو العتاب أو أي شيءٍ من هذا القبيل!

الدور والباقي عليكم أنتم يا من لا تزالون تنتظرون من أولئك القابعين في فنادق الرياض وأبو ظبي والدوحة وأنقرة أن يأتوكم (بالذيب من ذيله) كما يقول إخواننا المصريون بعد أن فشلتم في إقناع حتى أبناءكم فيما تؤمنون وتقومون به،

ماذا أقول فيكم؟!

هل تعلمون ما هو أغرب شيءٍ وأطرفه في هذه الحرب الطويلة وهذا العدوان الهمجي الغاشم بعد زهاء أكثر من عشر سنواتٍ من انطلاقه وتدشينه؟!

أغرب شيء فيه هم بعض أولئك الذين أيدوه وساندوه وتماهوا معه منذ اللحظة الأولى..!

كبر أبناؤهم واشتد عودهم والتحقوا بإخوانهم المجاهدين والمدافعين عن حياض هذا الوطن في مختلف المحاور والجبهات، وأصحابنا أولئك مكانهم لايزالون مؤيدين ومساندين ومتماهين مع هذا العدوان على ذات الوتيرة وبنفس المستوى..!

هل رأيتم أغرب وأطرف من هذا؟!

التقيت بأحدهم قبل سنوات وبعد أن فرغ من سرد بكائياته المعتادة وإعلان تذمره المعهود، فسألته:

كيف ابنك محمد؟!

وما هي أحواله بعد الثانوية؟!

فكانت المفاجأة حين أجابني ساخطاً وبنبرةٍ خافتة وظاهرة:

محمد ترك البيت وذهب الجبهة..!

ولماذا لم تمنعه كما تحاول منع وثني غيره من الشباب؟! سألته ساخراً..!

قال: حاولت جاهداً ولكن، شكلهم (بردقوه)..!

(بردقوه)..! أجبت مستنكراً وساخراً في نفس الوقت..

 .

هل رأيتم فقط الآن إلى أي مدى فشل هؤلاء المنبطحون في إقناع حتى أبناءهم بمشروعية ما يحملونه ويدعون إليه من خزعبلات وأوهام ؟!

قلك (بردقوه) .. قال!

#جبهة_القواصم

You might also like