مطار صنعاء و فكّ حصاره

إب نيوز ٢٠ ديسمبر

جاء ربّ العالمين بأوصاف للرّجال كثيرة ؛ فهناك :” رجال صدقوا ما عاهدوا اللّه عليه ” ، و هناك : ” رجال لا تلهيهم تجارة و لا بيع عن ذكر الله ، و إقام الصلاة و إيتاء الزكاة ”

و هنا فالذّكر للّه تقدّم أداء الصلاة و إيتاء الزّكاة باعتبار الصّلاة و تهليلاتها و تكبيراتها و تسبيحاتها و آياتها تصبّ في ذكر اللّه فقد ذكرت معطوفات على ذكر اللّه ؛ لأنه طالما عبّأت الوهابية الأجيال على مدى قرن كامل بأنّ أهم ما في الأمر الصلاة كطقوس ، و ليصحّ بعدها خمر و مرقص أي : صلاة لاتنهى عن فحشاء أو منكر أو بغي ،
هكذا أرادوا الإسلام طقوسا تخلو من الرّوح بينما ربّ العالمين قدّم الذكر لأنه إيحاء و دلالة و توجيه عقائدي يستبق و يسبق الصلاة و الزكاة فهو عقيدة : المستحق الذي لا شريك له للذّكر ، لاستحضاره في تفاصيلنا و حركاتنا و سكناتنا ، و لو لم تكن هناك عقيدة بحب و بعشق ربّ العالمين و الخشية منه فليخبرني من يقيمون صلواتهم في الحرم المكي طقوسا ( فقط ) ، و بعدها يستقبلون فيه الصهاينة و يعادون و يستبعدون أصحاب الرّكن اليماني !
هؤلاء الوهابيون من يقودون عدوانا بالوكالة عن ربهم أمريكا و إسرائيل على اليمن و قد ابتلت لحاهم في تراويحهم و لكنهم ما ذكروا اللّه حقيقة ، و لاعرفوه حقّ المعرفة ؛ و لذلك خرجوا إلى مراقصهم في العراء و في وضح النهار ،
هؤلاء عبدة الصهيونية لم يذكروا اللّه حين تحالفوا مع مرتزقتهم و تعاونوا على الإثم و العدوان بما يخرجهم عن خصوصيات ذكر اللّه فمن يذكر اللّه لا يعتدي ، و مع هذا فقد اعتدوا ، و في عدوانهم على اليمن المقارب الستة أعوام انهزموا ؛ فقد صدموا برجال يذكرون اللّه ذكرا حقيقيا ،
نعم : ذكر اللّه في اليمن يختلف ..
فحين تحمل بندقيتك و تلتحق بجبهات العزة و الكرامة فهو ذكر للّه ،،
و في اليمن ذكر اللّه ألّا تكون عميلا مرتزقا ؛ و لهذا فرّ الأقزام إلى من لا يذكر اللّه ،
و ذكر اللّه أيضا ألّا تكون محايدا منافقا تتلقفك الرياح فتمضي بك متأرجحا مذبذبا تارة باسم مرجف لأتفه و أصغر سبب ، و تارة ناشرا لإشاعة تخدم المعتدين، و تارات أخرى حاقدا تتربّص برجال اللّه لتصطاد مثلبة ،
ذكر اللّه معناه لدى رجال اللّه : فعل يدخل ضمن أمر اللّه :
” كتب عليكم القتال ” ، فما أجمله من ذكر للّه في البنادق ، و التّحزم برصاصها بل لبسها جعبا منتظمة مرصوصة فتضعها على صدرك قريبة و لعلّها أسرع من يفهمك فهي تسمع نبضات قلبك ، و تفهم ما تريد دون خطاب لسان ،
نعم : ذكر اللّه هو رصاصات بنادق المجاهدين في سبيله وحدها من تسبّح اللّه آناء الليل و أطراف النهار لا يصيبها لغب و لا سغب ، تراها تذكر اللّه حين تخترق جماجم من لا يذكر اللّه ،
و هذا هو الذِّكر الحقيقي .. ذكر للمنقذ المغيث المعين القوي الناصر لمن يذكره ،
هو ذكر يعيد لك إنسانيتك بحرية مفهوم الإنسانية التي أراد المستكبرون نزعها من هذا الشعب المؤمن بقضيته ،
في اليمن ذكر اللّه معناها أن تكون حرا حتّى لو لم تفرد جناحيك صقرا جارحا بين الفضاءات ، و أنت حر حتّى و لو لم تمتلك تلك النيوب و وجه الليوث العابسة ، فأنت إنسان و أيضا أنت الصقر الجارح و الليث الكاسر لأنّك من رجال اللّه ،
أنت حرّ لأنك مقاتل عن عقيدة و هوية و وطن ، و هنا فأنت أرقى و أطهر و أزكى و أشرف الأحرار ،
فذلك المكان المقدس في ساحات المعارك يشهد أنك ذاكر للّه أكثر من القابعين في البيوت خلف ستارات و براقع نسائهم ،،
و مع ذلك فلك أن تكون ذاكرا لله في غير جبهات العزّة؛ فهناك جبهات مفتوحة أخرى قد تليق و تتناسب و سنّك و صحتك ومعوّقات أخّرتك عن ذكر اللّه في اقتحامات أوكار الظالمين و تشتيت أملهم و خنق أضغاث أحلامهم في ساحات الشّرف ،
لك أن تذكر اللّه عندما تُحرّك العالم الذي بدا كنائم لا يستيقظ إلّا لخسارة مطرب ، و لا تستفزّ مشاعره إلّا دمعات عارضة أزياء !!
عالم خذل المسرى و باع الأقصى و نام نومة لا استيقاظ بعدها،
لك أن تكون من عداد رجال لا تلهيهم تجارة و لا بيع عن ذكر اللّه بأن تتحرك من موقعك لتحرك العالم من أجل قضيتك و مظلوميتك ، و تستنفره بلدا بلدا ، تستفز فيه أحراره ، تؤلف بينهم ( بإذن ربكم ) ،
وهنا ذكر اللّه أيضا ،
و على هذا فرجال حملة فكّ حصار مطار صنعاء الدولي يذكرون اللّه فهم يكملون مسيرة المرابطين في جبهات البطولة ، و مسيرة رجال الإعلام و رجال الاقتصاد و رجال السياسة ، هم يخوضون حربا سياسية كلامية إعلامية خطيرة ، و بذلك فهم جديرون بأن يكونوا ممن لم تلههم تجارة و لا بيع عن ذكر اللّه ،
هم رجال حملوا قضيتهم فلم يكتموها بل صرخوا بها ليفكّ حصار مطار صنعاء الدولي حين بذلت أفئدتهم جهدها و بلغت مداركهم دول العالم فجمعوا الأحرار من شتات عالم أخرس لم ينطق منها إلّا دول محور المقاومة العظيمة ،
رجال باتوا يوصلون صرخة اليمن جراء حصار مطار صنعاء ليفهموا العالمين أننا في اليمن ننتمي لبني إنسان ( كما هم ) ، نعم نحن من بني إنسان و أعز إنسان لم و لن يتخلى عن عقيدته و هويته الإيمانية الأنصارية ، و لن يلين لمستكبر صهيوني حاقد جبان ،
نحن في اليمن ننتمي لبني آدم ، و لن يتخلى أيٌّ منّا عن بني إنسان مظلوم في مكان أو وطن أو جغرافية حتّى لو كانت بعيدة، بينما نام عنّا العالم و أطبق المعتدون حصارهم على اليمن ، و عاملوا أهلها كحجارة لا تشعر و لا تتألم !
عاملونا كصخور لا تفقه غير الجندلة ، و كم تجندلت أجساد اليمنيين موتا من مرض عضال حين منع حصار مطار صنعاء من إنقاذ الآلاف من المرضى ، و كم دُفنت من طموحات طلاب علم مُنِعوا من متابعة دراستهم في الخارج ، و كم ضاقت الأرض بغريب حُرِم من العودة إلى وطنه اليمن ، و كم تشتّتت الأسر، و كم مُنع الدّواء ، و كم … و كم …الخ ؟!
فحصار مطار صنعاء شارك في كل المآسي ،
و لكن و مع كلّ ذلك فلن نموت و معنا ثروة من :” رجال صدقوا ما عاهدوا اللّه عليه ” ، و لن نموت و معنا : رجال يذكرون اللّه مناجاة للعالم الأرعن بـــ : أن أطلقوا سراح اليمن فهو إنسان كما أنتم يا من أردتم احتلاله فكسر رجال اللّه فيه أيديكم ، و مرّغوا أنوفكم في التّراب ، فعدتم تحاصرون اليمن لتنتقموا و تعوّضوا فشلكم في ساحة المعركة الميدانية ،
حاصرتم اليمن فمضى لكم رجال من عالم السياسة و الكلام كشفوا قبحكم و سواد ضمائركم و موت قيمكم ، و هؤلاء يكملون و يذكرون اللّه بطريقتهم ،
نعم فرجال فك حصار مطار صنعاء الدولي يستفزون العالم ليوصلوا صرخات الإنسان المكممة بحصار مطار صنعاء كمنفذ تتمّ عبره عملية الشهيق و الزفير و التنفس لليمنيين و التخفيف من وطء هذا العدوان الأرعن ،،
رجال ما توانوا ، و قد بدؤوا يفتحون ثغرة للنور و يشعلون شمعة في ظلام العالم الهائم بعبادة أمريكا و كوروناتها و خدمها من أعراب الخليج و بقايا العفشإخوانجيين و دنابعة و طوارق و أحمريين و بقايا هنود و هجين عدن و الجنوب اليمني ،
و حقّا : لن يضيع حق وراءه مطالب ، و ستستمر حملة فك حصار مطار صنعاء ، و سيظل رجالها قائمين بالحق ساطعين به حتّى يصل مطلبهم لأذان المعتدين : أن سيُفك قيد اليمن و سيفتح مطار صنعاء ، و ستتنفس اليمن من مطار صنعاء من جديد ، و لن يستمر حصاركم ، و لن يدوم تعجرفكم فكما كسرناكم في ميدان القتال سنقهقركم في الميدان السياسي الإعلامي الحقوقي ، و كله ذكر للّه ، ففي اليمن و من اليمن جيش المدد للبشرية ، و من اليمن ستنحطم أمريكا و ربيبتها المدللة إسرائيل ، و أمّا خدامها و معسكراتها خاصة السعو إمارات فلها مسيّرات و أقداس و صمّادات و براكين و قواصف ستنسفها نسفا فيد اللّه فوق يد رجاله ، و قد ضربوا بأمره و رموا و لن تخيب ضربات رجال ذكروا اللّه كثيرا ،

فأزكى التحايا و السّلام لرجال اللّه في ساحات البطولة ، و نقبّل جباههم و أقدامهم الطاهرة لنزداد طهرا ،
و لرجال فكّ حصار مطار صنعاء الدولي أزكى التحايا السّلام ، و نشدّ على أياديهم و ننضمّ لصفوفهم ، و نثمّن كلّ دأبهم و سعيهم الحثيث البيّن العظيم لفكّ حصار مطار صنعاء ، و على رأسهم رئيس الحمله الدوليه لفك الحصار عن مطار صنعاء الدولي العميد/ حميد عبد القادر عنتر ذلك الوطن المتحرك النّابض في قلوب الأحرار ، و السّلام .
والاخ خالد الشايف مدير مطار صنعاء الدولي
والاخ عبد الرحمن الحوثي نائب رئيس الحمله الدوليه والمنسق العام
أشواق مهدي دومان

You might also like