قوافـل عطــاء الأرواح

إب نيوز ٢١ ديسمبر

تهــاني الشــريـف

في يمن الشُهداء مؤمنين تنحني الجبال الشاهقة إجلالًا وتعظيمًا لهم، يقفُ التاريخ حائراً عن من يكتب وعن من يُسطر وعن من يكتبهم في مقدمة السطور، من المؤمنين الصادقين الأوفياء أنصار يلقون الله بالوفاء، ماتأثروا بالأحداث ولا بالظروف، ولا كانت في يوم عائقًا أمامهم؛ بل كانت مواقفهم نابعة من إيمانهم، ليست مواقف زائفة بل تجلت مواقفهم بثباتهم وصبرهم، وتحملهم للمسؤولية الجسيمة.

موثقة هي بِكاميرا الإعلام حشودهم العظيمة، وجيوشهم المُهيبة، لم يتراجعوا عند مواجهة جموع الأعداء؛ فزادهم ذلك إيمان، ومحطات جهادهم كانت دروبات طويلات جدًّا، وكان منهم عطاء الثبات والصبر في كُلِّ المراحل، لا يتغير ولا يتبدل {وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} قناعتهم ثابتة، ومواقفهم راسخة بالبذل والعطاء حتى نيل النّصر أو الشَّهادة.

شاهدنا محطات جهادهم وبطولاتهم وعطائهم حتى نهاية وصاياهم ألتمسنا منهم كيف نُسير قوافل عطاء الأرواح قافلة بعد قافلة ولهم بِها منزلة رفيعة ومقام عظيم نالوه بوسام نفخر به ونتمنى أن نحظى بهذا الشرف العظيم، ويتمنى الكُلّ منا نيلهُ إلَّا وهو وسام “الشَّهادة” ،
فالشَّهادة شغفًا يُضيء طريقنا ويقودنا في مسيرتنا مسيرة القرآن، فهي الرابط الإلهي لنا في هذه الحياة، وهي الاستبشار بجنة الخلد، هي للمؤمنين الموعودين بها، ومن نالوها هم الأحياء عند ربهم {بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ}.

قَال تَعالى: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَاعَاهَدُا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ومَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا}”الأحزاب” ،
فيا شُهداؤنا الأبرار وعظماؤنا الأحرار عليكم مِنا أزكى السلام، ولأسركم المُعطاءة تحية الإجلال والإعزاز والإكبار، هنيئًا لكم هذه المنزلة العالية، هنيئًا لكم هذه التجارة الغالية الرابحة، وهانحن بعدكُم على نفس النهج نُشير إلى صدق إنتمائكم، وعلى نفس الطريق نسير أعلى مراتب صبركم، وفي نفس المشوار نرسمُ وصاياكم، وفي نفس المبادئ نعيش مجدكم، وفي نفس التوجه والإلتزام والهدف نستقي إيمانكم.

قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُوا أَنصَارُ اللَّهِ}..
فالله هالله في دينكم وقرآنكم، والله هالله في الجهاد في سبيل الله وثقوا يقينًا بأنَّ أولياء الله لا خوفًا عليهم ولا هم يحزنون فقد نذرنا أنفسنا لله تعالى وهذا طريقٌ أخترناه ولن نتراجع عنهُ أبدًا.

#اتحاد_كاتبات_اليمن

 

You might also like