تتويج المراكز الصيفية

إب نيوز ١ يوليو

غيداء الخاشب

غذاءٌ للنفوس، شفاءٌ للصدور، أوسع الأشياء التي نأوي إليها، بحر لايدرك قعره يبني الأمة على المنهاجِ القويم، سترةُ النجاة، ونيسُ الناس، بلا شك القرآن الكريم، وإن أحدٌ منا ابتعد عنه وهجره سوف يتجرع ويلات هذا البعد وأيامه تكون مليئة باللاشيء، وكل أعماله الصالحة التي قام بها تصبح رمادًا في مهبَّ الذاريات.
القرآن مقرونٌ بآل البيت، لقد قال الرسول:((عليٌ مع القرآن والقرآن مع علي))،لذلك من تمسك بعترة الرسول _عليه وعلى آله الصلاةُ والسلام_هو قد تمسك بالقرآن الكريم، لذا معرفة حياتهم وجهادهم شيءٌ لابد منه لمواجهة طواغيت العصر، وتصحيح الإعوجاج والثقافات الدخيلة التي جعلت من القرآن الكريم مجرد كتاب لجمع الحسنات وجعلت من آل البيت مجرد أشخاص مروا في زمانهم واختفوا، بعدها لم يكن القرآن الكريم بيننا ثقافة وجود وخارطة حياة حتى جاء العلم المولى من آل بيت النبوة فوضعنا أمام الحقائق لنرى ضوء الشمس من جديد، ويتربى أبنائنا تربية محمدية قيمة، وهانحن نرى اليوم أبنائنا وبناتنا.

يتهافتون على المراكز الصيفية التي فتحت لهم أبواب العلم والمعرفة لتكون عقولهم نيرة ونفوسهم طاهرة، وهي من استقبلت الأطفال بكلِ صدر رحب، وقامت ببذل جهد كبير ليتم إيصال الثقافة الغير مطموسة، ثقافة حقيقة قرآنية،وبفضلِ الله وفضل صفة التعاون بين القائمين على تلك المراكز والدعم المعنوي والتشجيع المستمر من قِبل الأهالي لأبنائهم، تم نجاح هذا العمل نجاحًا ملموسا في وعيِ الطلاب والطالبات.

المراكز الصيفية أخذت الأطفال للوجهة الصحيحة، تربيةٌ على القرآن أشداء على الكُفار وهذا ماظهر خلال المراكز من خروج مسيرات منظمة للأطفال في السبعين وأمام مبنى الأمم المتحدة، خرجوا ليعبروا عن سخطهم وغضبهم من التغطية المستمرة من قبل الأمم المتحدة على جرائم أمريكا في وطنهم بحقِ الأطفال اليمنيين الذين قصفهم العدو الصهيوني السعودي بتعاون مع الأمم المتحدة من تِحمل اسما براقا وجذابا كحقوق الطفل والإنسان”، كان غضبًا لنسف هولاء المجرمين أبسط حقوقهم وهو العيش بسلامٍ ورخاء، في المقابل هؤلاء الأطفال مُحسِنون رحيمون بإخوانهم المسلمين وهذا ماتمثل أيضا في المراكز، الإحسان في النظافة،التعاون فيما بينهم، الإخاء والتصالح مهما حصلَ معهم.

أصبح القرآن قابعٌ في أعماقِهم وخالدٌ في نفوسهم، كل يومٍ جديد يُشرق يتشوقون لدرسهم من دروس الشهيد القائد_رضوان الله عليه_ وينبهرون بحكمةِ هذا القائد ومحصولهُ العلمي والثقافي!
ثم حينها يتألمون لأن هذه القصص وحياة الأئمة وظلمهم الذي سرى على يد بنو أمية وأتباعهم، كل ذلك لم يُذكر لهم قط في مناهجهم الدراسية.

كانت لهم فرصة عظيمة، منهم من اغتنمها ومنهم من قضاها في الشوارعِ والتواصل الإجتماعي وأهدر وقته عبثا فتنمو بداخلهِ عقدةٌ متشابكة وليس هنالك طريقة لحلها سوى الإلتجاء لله والتربية القرآنية.

تمرُ الأيام سريعا، وبقيّ القليل كي ينتهي وقت المراكز الصيفية، لطالما يتمنون الطُلاب أن تزيد المدة ويتشربون المزيد من هدى الله والنُور المبين، لطالما يتمنون أن تكون هذه المراكز طوال العام لشدةِ حُبهِم لما يتعلمونه، ولكن الفترة المحددة انتهت وبذلك قريبا ستُتَّوج المراكز الصيفية في جميع المحافظات اليمنية مُعلنةً أن أطفالنا محصنين بوعيٍ كافٍ وأن أساليبهم في الغزو الفكري فاشلة، ستتوج بتاجّ الفخر والكرامة، بتّاج الوعي والبصيرة فأبناءنا أصبحوا كبار بوعيهم ومنهجيتهم .

.

You might also like