عملية ربيع النصر.. استراتيجية المرحلة الأخيرة لتحرير محافظة مأرب

إب نيوز ٢٧ أكتوبر

إكرام المحاقري

في محافظتي (مأرب ـ و ـ شبوة) شمال ووسط اليمن تحررت مديريتي (العبدية ـ وـ حريب) وأجزاء من مديريات (جبل مراد ـ و ـ الجوبة)، بمحافظة مأرب، ومديريات عسيلان، وبيحان وعين من محافظة شبوة.

هذه خلاصة ما صرح به الناطق الرسمي للقوات العسكرية اليمنية العميد سريع، وخلاصة الخلاصة هي أرقام في خانة الآلآف لمرتزقة فروا قتلوا وأسروا، وعتاد عسكري احترق وتناثر دخانه في سماء اليمن، ليعم بذلك السلام في المناطق المحررة.

لو تحدثنا عن أرقام القتلى لسردنا واقع مؤلم لمن يقفون في صف العدوان، أما إذا تحدثنا عن واقع الأسرى لارغمنا الواقع عن مقارنة الوضع ما بين هنا وهناك بعد كل عملية عسكرية، أما عن العتاد العسكري فقد كتبه الله من نصيب القوات الوطنية اليمنية في كل ساحة مواجهة، وكأن الجيش اليمني ليس بحاجة لتلك المعدات والتي تحترق بولاعات الجنود في كل أرض يتم تحريرها، وهذا نتيجة لسياسات العدو (الحرق)..،

عملية (ربيع النصر) ذات النطاق الجغرافي الواسع ليست كما يبدو مستقرة في محافظة واحدة، بل أن كلمة (ربيع) كما يبدو تسابق قدوم الشتاء، لتنعم مأرب بفصل ربيعا مزهرا بالحرية، وذلك لما لها من دلالات واسعة بعمق الاستراتيجية السياسية والعسكرية لهذه العملية والتي لم تتوقف يوما منذ بزوغ فجرها، فما يتم الإعلان عنه ليس مواكب للعملية بل من الممكن أن الجيش اليمني قد بدأ إجراءته في تحرير مدينة مأرب، وتطهير ما تبقى من مديريات محافظة شبوة، ومن الممكن إعلان نهاية أشواط العملية العسكرية في وقت قد بدأت فيه القوات العسكرية اليمنية عملية جديدة لتطهير وتحرير الساحل الغربي، ولتفرض المعادلات اليمنية نفسها على العدو وليبحث عن السلام في قاموس قد امتلئت معاجمه بلغة البارود لا غيرها.

فـ الحديث عن تحرير الآف الكيلوا مترات من الأراضي اليمنية خلال أيام معدودات يرجع إلى ضعف ووهن موقف العدو ومرتزقته، حتى ضرباته الجوية لم تعد تجدي بالنفع في الآونة الأخيرة، فـ الجيش اليمني وعلى مايبدو قد اتخذ تكتيك عسكريا جديد لمواجهة الغارات الجوية لقوى العدوان، لذلك فقد فتحت خانة لإحصائية إرقام الطائرات التي تم إسقاطها حال العملية العسكرية في بيان القوات المسلحة اليمنية، أي أن ذلك يدلل على أن القوات اليمنية بدأت تدشين مرحلة الحسم باستخدام الاسلحة الدفاعية الجوية المناسبة لتحييد سلاح الجو المعادي، ولتكن المعركة سهلة المنال حيث ومرتزقة العدوان لا يستطيعون التقدم شبرا واحدا دون غطاء جوي .

ما ينتظره تحالف العدوان اليوم هو شيء واحد لا ثاني له، هو إعلان صنعاء عن تحرير محافظة مأرب، وذلك ما سيخلق انفاصلات وانفصامات في شخصية قوات العدوان في الداخل والخارج، وقد لاحظنا مؤخرا ما صرح به نجل الخائن القشيبي من تخوين وتحقير واتهامات خطيرة لـ “محمد اليدومي” ووجه له اصبع الاتهام ولقيادات أخرى في “حزب الإصلاح” بانهم متواطؤون مع قوات الحوثي حد زعمه، وما خفي قد أوضحه ذلك التسجيل المسرب للسفير السعودي “آل جابر ” وهو يهدد “حزب الإصلاح” بـ الحد من تواجدهم في حكومة هادي، كذلك بـ طي ورقة هادي وإعادة تدوير المؤتمر الشعبي العام في المنطقة وبلون طائفي، وكلام أخر يدل على أن هناك نزاعات كثيرة تحدث خلف كواليس العدوان، بينما قوات صنعاء اصبحت تصيدر صيدرة كاملة على مجريات المعركة سياسيا وعسكريا وبكل ثبات.

ختاما:
كان الموقف اليمني سابقا وفي الوقت الراهن هو الموقف الأقوى من حيث المصداقية ومن حيث الوطنية والولاء للوطن ولدماء الشهداء، وما رسائل القوات المسلحة اليمنية والتي وجهها الناطق الرسمي العميد سريع للمرتزقة وللقبائل اليمنية ولابناء الشعب اليمني بشكل عام هي بشارات حملت في طياتها أفق عميق نحو النصر والتحرير، أما عن الرسائل الموجهة لقوى العدوان فلهم فيها العبرة الكافية في حفظ ماتبقى من ماء الوجه هذا إن تبقى منه شيء !! فـ هناك احداث متسارعة وبشارات متتالية وفجر نصر يستعد للبزوغ.

لن نستبق الاحداث للكشف عن واقع المجريات ولتكن الأيام القادمة هي من تتشرف بكشف ذلك، وليسجل التاريخ انتصارات للحق، وانكسارات للباطل في ذات الوقت، وإن غدا لناظره قريب.

كاتبة صحفية ـ اليمن

You might also like