تصحيح المسار الزراعي

إب نيوز ٢٩ رجب

 

محمد صالح حاتم.

 

تعرض القطاع الزراعي في اليمن خلال العقود الماضية الى نوع من الاهمال والتهميش والتدمير الممنهج، حتى ابتعد الناس عن الارض، وتخلوا عنها، رغم علاقة الشعب اليمني بأرضه وعشقه لها، واعتمده على خيراتها.

 

وطوال تلك العقود كنا نسمع عن خطط واستراتيجيات زراعية وافتتاح ووضع حجر الاساس لمشاريع ولكن كانت معظمها ظاهرة اعلامية ليس اكثر.

 

فقد تحولت اليمن من بلد مكتف ذاتيا إلى مستورد معظم احتياجاته الغذائية وباتت اليمن سوقا استهلاكية للمنتجات الزراعية الخارجية.

 

اليوم ومع تحرر القرار السياسي والتخلص من الهيمنة والوصاية  الخارجية، والتوجه الجاد من قبل القيادة الثورية والسياسية نحو النهوض بالقطاع الزراعي والمضي قدما نحو تحقيق الامن الغذائي ، وصولا لتحقيق الاكتفاء الذاتي.

 

وترجمة لذلك فقد بدأنا نلحظ حراكا ًزراعيا ًكبيرا بجهود فردية ومجتمعية،وهذا الحراك جاء بعد خلق وعي مجتمعي بأهمية الزراعة ودورها في التحرر والسيادة، وكذا تأمين وتوفير الغذاء والقوت الضرروي للحياة.

 

وامام هذا الحراك الشعبي، يجب أن يكون هناك تحرك رسمي كبير يعمل على مساندة ومساعدة المجتمع، وأن يكون وفق خطط ودراسات واستراتيجيات حقيقة واقعية وفق المتاح والممكن بعيدا عن التنظير والمزايدة الاعلامية،وتخدير الشعب بالوعود الكاذبة التي كان يسمعها الشعب سابقاً.

 

فالمرحلة اليوم تتطلب تصحيح مسار القطاع الزراعي،وعدم تكرار اخطاء الماضي، من خلال  التركيز على المحاصيل الرئيسية الاستراتيجية، والاهتمام بها بدرجة رئيسية، وعدم اهمال بقية  المحاصيل.

وهذا  يتطلب العمل على تفعيل الحلقات المفقودة ذات الاهمية الكبرى في النهوض بالقطاع الزراعي، كما يتطلب ان يكون التحرك والعمل بطرق مدروسة بعيدا عن العشوائية والارتجال وتخادير القات، وان يكون اتخاذ القرارات واصدارها بعناية، والابتعاد عن المحسوبية والمجاملة في التعيينات،وأن يستفاد من اصحاب الخبرة والمؤهلات والكفاءات من المهندسين والباحثين والخبراء الزراعيين المخلصين والوطنيين الشرفاء.

 

فالقطاع الزراعي قطاع كبير ومشاكلة كبيرة، وهي ارث عقود من الزمن، تحتاج تكاتف وتعاون واخلاص في العمل وصدق النوايا، وتغليب المصلحة العامة على المصالح الشخصية.

فالحديث عن تصحيح المسار الزراعي ومشاكله وما تعرض له في الماضي ، وماذا يتطلب العمل حاليا وفي المستقبل يحتاج عدة مقالات وعدة ابحاث ودراسات لتشخيصها ووضع الحلول لها.

وأملنا كبير أن هذا القطاع سيحظى بالرعاية والاهتمام وتصحيح مساره حتى النهوض به ليؤدي دوره في تحقيق الاكتفاء الذاتي للشعب اليمني…

You might also like