لا تنسوا أسراكم !
إب نيوز 30 يونيو
عبدالملك سام
بالنسبة لنا هم عبارة عن أسماء وأرقام، بينما هم بالنسبة لذويهم عالم بأكمله، وروايات شوق وحنين وقلق وحزن وأوجاع قلب.. ومنذ ألقاهم مرتزقة العدوان في غيابت الجب تبدأ مأسي وأحزان أسر الأسرى، فلا هؤلاء الأسرى استشهدوا ليحتسبهم أهلهم شهداء في سبيل الله ويتوقف قلقهم، ولا هم أسروا لدى عدو شريف ليأمنوا على المأسورين خاصتهم من بطش عدو لا إنسانية ولا دين ولا أخلاق لديه!
كم من أم ماتت كمدا وهي تنتظر أن يعود إليها فلذة كبدها، وكم من زوجة أكلت الأيام نظارتها في إنتظار بعلها، وكم من طفل عانى من أسى اليتم بينما والده على قيد الحياة! وصدقني يا عزيزي أنك لو أستمعت لبعض قصص ذوي الأسرى فإنك ستشعر بالقهر والذنب حتى وأنت لا يد لك في هذا الموضوع المحزن!
الموضوع إنساني بأمتياز، وهذا ما جعل العديد من المنظمات الحقوقية تسعى لحله، والقيادة والحكومة اليمنية والجهات المختصة بهذا الموضوع بذلت كل ما تستطيع لحل هذه المأساة بأي ثمن، ولكن دون جدوى سوى بعض الصفقات التي تعقد لماما بسبب تعنت المرتزقة؛ فالقرار ليس قرارهم بالطبع، ودول العدوان تتلذذ بآلآم الأسرى وذويهم حتى لو كان ذوي اسرى مرتزقتهم يعانون أيضا!
لقد أثبت النظامين السعودي والإماراتي مدى وضاعتهم وحقدهم على اليمنيين بشكل كبير وواضح في هذا الملف بالذات، وعجزت كل الجهود التي ما تزال مستمرة أن تثني المعتدين عن الأستمرار في المماطلة والخبث، بل أن الوجه الخبيث للمعتدين تكشف أكثر عندما قام المعتدون بأستهداف أماكن أسراهم مرات عدة كدليل على عدم إنسانيتهم وأكتراثهم بالأسرى، هذا بالإضافة لما كشفته تقارير دولية عن ممارساتهم الإجرامية داخل معتقلاتهم بحق الأسرى والمعتقلين.
واجبنا الديني والأخلاقي والإنساني يدفعنا لألا ننسى أسرانا الأعزاء وأسرهم بأي شكل، وأن نرفع أصواتنا لتصل إلى كل الجهات والمنظمات العالمية لتلتفت لهذا الأمر، وأن نعتبر كل أسير أخ أو أبن لنا.. يجب أن نسعى لفك أسار هؤلاء الأعزاء بأي شكل، وأن نتحدث عنهم في كل مناسبة، وأن نتذكر بأنهم إنما أسروا وهم يدافعون عنا وعن بلدنا وحريتتا، وأن نقابل وفائهم بالوفاء كما يليق بنا كشعب عظيم حمل قضايا أمته بصبر وجهاد.
ختاما.. أسر الأسرى تقرءكم السلام، وترجوكم ألا تنسوا أسراكم في دعائكم، وتتمنى عليكم أن تتحركوا من أجل حرية من تحركوا لأجل سلامتكم وحريتكم وكرامتكم.. والله المستعان.