رجلٌ بحجم المسؤولية.. 

إب نيوز 11 أكتوبر

لمحته من بعيد وقد أقبل من آخر الدرب يقود حشداً من الرجال في طريقه على ما يبدو إلينا حيث كنا قد احتشدنا لفعالية احتفائية بمناسبة ذكرى مرور عامين كاملين على عملية طوفان الأقصى المباركة..

تساءلت: من ذلك الرجل الذي، وللوهلة الأولى، لم أتبيـن، بصراحة، من هو ومن يكون..؟

من ذلك الرجل الذي ترى في خطواته المتئدة من العنفـوان والقوة، ما يجعلك تستحضر مشهداً من مشـاهد ثـورة الواحد والعشرين من سبتمبر المجيدة..؟

وفي وثبته من الهمة والعزيمة والإصرار والحماسة ما يُخيّـل لك أنك أمام رجل في طريقه إلى خوض معركة، لا سائرٌ إلى إحياء فعالية أو مناسبة..؟

أو هكذا وقفت أحدث نفسي..

وفعلاً اتضح أننا كنا نحن وجهته..

تقدمت إليه مرحِّباً به وبمن معه من الرجال، فعرفني وأنا له منكرٌ في بادئ الأمر، فقلت في نفسي:

وهذه الثالثة يا منَّـان..!

وهذا، بصراحـة، ما جعلني ألازم الرجل وأستمع إليه خاصة وأن الوقت كان لم يزل مبكراً على بدء الفعالية والإنطلاق في مسير شعبي يجوب بعض الشوارع احتفاءاً واحتفالاً بهذه الذكرى وهذه المناسبة العظيمة..

فقط تخيـلوا..

أكثر من نصف ساعة، وبخلاف كثير من المسؤولين، لم يتحدث فيها كلمة واحدة عن نفسه أو عن من هو أو ما هو..!

كل حديثه فقط كان عن الأمة، وعن القضية الفلسطينية، وعن المقـاومة وسبل دعمها وإسنادها، وكذلك عن المسيرة المباركة وعظمة المشروع القرآني..

أكثر من نصف ساعة وكل كلمة تنطلق من فيه، لا تنبئك عن بساطة وعفوية ونبل هذا الرجل فحسب، بل وعن أرصدة ضخمة يمتلكها من الإيمان والصدق والتواضع وحسن الأخلاق، والتي نادراً جداً ما تجتمع كل هذه الصفات في مسؤول في هذا الزمان..

وأخيراً انتهى الحديث..

انتهى بالإعلان عن بدء الإنتظام في صفوف وتشكيلات استعداداً لبدء المسير الشعبي، لكنه، بصراحة، لم ينته إلا وقد تشكلت لدي صورة وانطباع كامل عن شخصية هذا الرجل، فكأنما أنا أعرفه منذ عشرات السنوات..

وقليلٌ جداً هم الرجال هذه الأيام من هذا النوع..

قليلٌ فقط هم المسؤولون في هذا الزمن من هذا الصنف النادر والمتميز، والذي أكثر ما تجده حاضراً ومتواجداً في أوساط الناس..

فهل عرفتم الآن من هو..؟

إنه، بكل تأكيد، معالي الدكتور المجاهد محمد عبدالباقي الجنيـد مدير عام مكتب المالية بأمانة العاصمة..

رجلٌ بحجم المسؤولية، وبحجم الوطن أيضاً..

فالشكر، كل الشكر لمعاليه ولموظفيه الذين حضروا معه، وجاؤوا مسارعين ومبادرين ليشاركونا احتفالنا بذكرى مرور عامين كاملين على عملية طوفان الأقصى..

شــكراً..

#الشيخ_عبدالمنان_السنبلي

#جبهة_القواصم.

You might also like