عشاق الجهاد !!

 

 

إب نيوز ١١ فبراير

كتبت/أشجان عبدالله…

حملوا المسؤولية على ظهورهم والناس نيام،ووقفوا بخشوع في محراب الجهاد،رتلوا آيات الله عملاً لاكلاما ،حملوا على أكفهم السلاح عوضاً عن الكتب،ذاكرين الله كثيراً ومستغفرين بالأسحار ،صدقوا ماعاهدوا الله عليه وصدقهم الله وعده.
الشهيد أحمد خالد أحمد الدوله ( أبو جهاد)
من مواليد العاصمة صنعاء منطقة معين حي الزراعة 4/4/2000

كان سلام الله عليه حسن الخلق لطيف التعامل منذ نعومة اظافرة يحب عمل الخير ،كان زاهداً في الدنيا زهد الأتقياء وكأنه خلق ليسلك الطريق إلى الجنة وليس ليعيش في الدنيا….
التحق بركب أنصار الله فسافر إلى صعدة للتدريب في عام 2011. ومن بعد تلك الدورات والتدريبات أصبح مجاهداً عظيماً بائعاً للنفس من الله ولله…

وفي أول أيام شن فيها العدوان السعودي غاراته على االيمن كان سلام الله عليه قد عاد إلى منزله وهو في غاية التعب بعد أن شيع العديد من الشهداء في ميدان السبعين فكان قد خلد إلى النوم وإثر تلك الغارات العنيفة في منتصف الليل استيقظ جميع من في المنزل سوى أحمد سلام الله عليه وقد كان جهازه يصدح بأصوات رفاقه دون توقف وما إن دلفت اخته إلى غرفته حتى تسكت ذلك الجهاز لكي لا يستيقظ ،ولكن سلام الله عليه نهض بجنون ورد على رفاقه المجاهدين وهم بالخروج إلا أن اخته التي هي بمقام والدته منعته من الخروج وهي تجهش بالبكاء خوفاً عليه ،وهو كان يبكي ويقول أصحابي جرحى في قاعدة الديلمي ،وبعد عراك طويل خرج فاودعته دعواتها …

ومن تلك اللحظة أنطلق ليقاتل في كل الجبهات ،وأصبح خبير في وحدة الدروع ، عمل موقعاً كبيراً للتدريب ،وتدرب على يديه كثير من المجاهدين أبرزهم مجاهدي القوات الخاصه ..

خاض عدة حروب في المحويت ضد الدواعش ليس في جبهة إلا أنهم تعمدوا ملاحقته وتلغيم سيارته وقد كانت رتبته عقيد إلا أن بعض الوشاه الذين ينتمون إلى حزب الإصلاح قاموا بإلغاء رتبته متعللين بصغر سنه، وكان سلام الله عليه يقول بأن عمره في الثامنة عشره وكان اصغر من ذلك حتى لايتم منعه عن الجهاد..

عمل سلام الله عليه عدة أعمال وكان يذهب إلى أي جبهة يتم استدعائه إليها حتى لوكان في وقت زيارته فقد كان لايتأخر عن اي جبهة وحتى إن كان محتاجاً للراحة،وأيضاً تقلد منصب إدارة المالية في مباحث الأموال العامة،وعمل هناك سجناً أمام مستشفى الشرطة ،وتم على يديه القبض على العديد من تجار المخدرات،وكان أبو جهاد يعمل مشرفاً في العاصمة صنعاء دون علم أهله ..

وكان سلام الله عليه قد أصيب عدة إصابات في الجبهة فمرةً جرح في أرجله بفعل شضايا أحد صواريخ العدوان ،ومرة أخرى تمزق جلد يديه بسبب ضغط صاروخ آخر واغمى عليه،ومرة أيضاً بسبب ضغط الصاروخ نزفت اذانه دماً

تحدثت أخت الشهيد سلام الله قائلة كان أخي من النوع الكتوم إذا جرح لايتكلم إلا إذا اكتشفناه ورأينا جراحه أو إن تحدث مع رفاقه عن جراحه،وأنا كنت بالنسبة له أكثر إنسان عزيز على قلبه لدرجة أنه يناديني أمي،ويأتي للسلام علي كل جمعة،وقبيل رحيله آخر مرة قبل استشهاده ذهب يوصي أهل أمي للإهتمام بي ،وكأن الشهادة اقتربت منه وبالفعل فقد ذهب يومين وعاد لي شهيدا،وقد كنت قد خطبت له من أسرة كريمة تابعة لمحافظة ذمار بالرغم من أن أهلنا رفضوا هذه الخطبة بسبب صغر سنه ،لكنني لم أُعر أحد أي إهتمام لأنه طلب مني ذلك فلبيت له رغبته ..
ومن ناحية جهاده فكان هناك عمليات كثيرة قام بها لاتعد ولا تحصى في الجبهات ،ففي آخر زيارة له عندنا اتصلوا له من الساحل يطلبوا منه الحضور لأن المرتزقة دخلوا التحيتا فذهب كالمجنون بعد سماعه لهذا الخبر وفور وصوله نكل بأعداء الله طوال الليل أشد تنكيل،وكان رفاقه المجاهدين يقولون له يا أحمد خلاص نرقد والفجر نقوم بعدهم قال لا يمكن أبداً وظل يلاحقهم من مترس إلى مترس ،وكان قد رأى أحد المرتزقة يمشي ويرفع رأسه إلى الأعلى ماكان منه إلا أن نادى لأنصار الله المجاهدين أحذروا فإن الكفر يرفع رأسه على الإسلام كلغه تحذيريه ،وعكف تلك الليلة على مطاردتهم حتى بزوغ الفجر، وفي ذلك الوقت تم إنزال مظلي إلى مدرسة كان المرتزقة قد جعلوها معسكراً لهم ،فما كان من أحمد إلا أن وضع خطةً لاقتحام ذلك المعسكر وبالفعل بفضل الله وفضل أحمد الأبطال الذين معه قاموا بإقتحام المعسكر وتصفيته بالكامل وأصبح المعسكر والتحيتا كامله في أيدي مجاهدي أنصار الله
فما كان من أحمد سلام الله عليه إلا أن قام يسجد سجدة شكر لله على هذا الإنتصار العظيم وما إن كان متعمقاً في سجدته أتى طيران العدوان ليغير بغارة الحقد لتقع على أحمد سلام الله عليه وهو ساجد في7/11/2018 الساحل الغربي ،فالحمدلله على هذا الشرف والفضل وكان استشهاده مثل ماتمنى فقد كان يخبرنا بأنه يتمنى لذة النصر قبل استشهاده وكان فعلاً في الصفوف الأمامية دائماً ويرى بأم عينيه لذة النصر فاستجاب الله امنيته وأراه النصر الذي صنعه بيديه..
وبعد استشهاده لم يحضروه إلينا مباشرة حتى مر عليه شهرين حين تمكنوا من إخراجه لأنه كان في منطقة خط النار لايستطيع أحد الدخول إلى تلك المنطقة بسهوله ،وعندما اتو به كان كالهيكل العظمي لايوجد به لحم لكن ريحته استنشقتها كل الأنوف فقد كانت ريحة المسك ،وحتى بعد أن تم تشييعه ذهبتُ في اليوم التالي لزيارته وشممت ترابه وكان مسكاً فواحاً ،ونشرت صوره في عدة شوارع في العاصمة صنعاء وهذا ماعرفنا عنه سلام الله عليه وما خفي أجزم أنه كان الكثير الكثير….

هنا يصمت الكلام وتتسلل الدمعة تلو الدمعة إلى محاجرنا ،ويتلاشى الزمان ،وصوت يتردد في أعماق الروح السلام عليك ياولي الله ياشهيد الإباء،من رؤية نورك لو إستطاع القمر لغاب خجلاً وعشقا ،فلا سوى روحك الثائرة تسلل إليها عبق الجنة والشهادة لتسكن فيها ،عجزت الأقلام والحروف عن التحدث في حضرتك ،فأنت الشهيد الذي مقامك أكبر من أن يتحدث عن فضلك كل من في السماء والأرض ،فهنيئا لك ولكل شهيد يقول ياليت قومي يعلمون فلا سوى عشاق الجنات وساكنيها يحظون بهذا النعيم الخالد….

 

You might also like