سَخِروها للبناء لا التخريب…

إب نيوز ٢٠ يناير

بتول عرندس

باتت وسائل التواصل الاجتماعي اليوم الشغل الشاغل للناس، بعضهم يستخدم هذه المنصات بشكل بنّاء والآخرون بشكلٍ هدّام. ففي الوقت الذي يعرض القسم الأول محتوى ثقافي توعوي، نجد أن القسم الآخر يسيء إستخدام هذه المواقع من خلال تجاوزه للخطوط الشرعية التي فرضتها التعاليم الدينية فيما يخص تعامل المرأة والرجل. تحذر الشريعة السمحاء من الاختلاط بشكل عام لأسباب كثيرة لسنا الآن في معرض بحثها. فالإسلام أراد تحصين المجتمع من الخلل لأن أي خلل يصيب المجتمعات الصغرى سيؤثر حتمًا على المجتمع الأكبر بل على الأمة. نعم التواصل والتعارف مطلوب ومهم ولا يمكن تجاهله ولكنه لا لم أن يكون محكومًا بضوابط الشريعة وفقًا للعديد من المراجع.
نجد اليوم الكثير من المستخدمين من الرجال والنساء يتواصلون وفي بعض الأحيان يتبادلون رموز المحبة كالقلوب والزهور وهو ما يعد تفنن بالحديث وخضوع بالقول للجنس الآخر ومزاح ومفاكهة وهي بالتالي خلوة تحرك الغريزة. علاوة على مشاركة الصور، وهنا نشدد أن ما من أحد إلا ويعرض أجمل صوره مع مقدار من المكياج والزينة، أي التي تبرز فيها مفاتنه ومواضع جماله، فيقع المستخدمون في مكائد الشيطان الرجيم.
الأصل في إستخدام هذه المنصات هو الحذر والاعتدال والأصل أيضًا صلة الأرحام واقعيًا والتواصل مع الاصدقاء واقعيًا وليس من خلف الشاشات. كذلك الأصل في تحصيل الثقافة من منابعها الأصلية أي الكتب والمراجع والمجلات وندوات العلم المحاضرات الثفافية ووورش العمل والفعاليات و الأنشطة المتنوعة. الأصل قرأنيًا: “ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد،” وهنا مسؤوليتنا تكمن في تسليط الضوء على خطورة هذا الإستخدام وتربية أبنائنا وشبابنا على مبدأ: “ولنفسك عليك خقًا.” ختمًا نقول قد يسهل لنا إبليس ٩٩ بابًا من النور ليوصل بنا إلى باب المئة المظلم، حيث الوقوع في الحرام والمهلكة فحذاري أيها الأحبة.

You might also like