التيار المدخلي والأصول السنية والرؤية السياسية..!!

إب نيوز ٢٤ مايو

غيث العبيدي

▪️ بدايات الظهور.

يطلق على هذا التيار تسميات عديدة، التيار المدخلي، المدخلية، المداخلة، والجامية،وهو من التيارات السلفية المتشددة، ويعتبر الظهور الكاشف والأطلاقة الرسمية والتقديم الفعلي لهم في السعودية، منذ تسعينيات القرن الماضي، ومن المهم أن نفهم هنا هو؛ أنهم جاءوا كأستجابة للحس الاسلامي الانفعالي، الرافض للاستعانة المتعمدة بالأجنبي، في إشارة الى التحالف الدولي لإخراج القوات العراقية من الكويت، ودخلوا إلى أقداس عوالم التيارات الإسلامية، بنظرية محتشمة، وعرف فاسد.

▪️ الانتشار.

وبدعم مادي ملموس، ومعلوماتي أستخباراتي، عالج مشاكلهم العامة، وحدد أولوياتهم المهمة، وسد ثغراتهم الإسلامية، وفجواتهم الأجتماعية، موهوب لهم من قبل الحكومة السعودية، أنتشر تيار المداخلة في بعض الدول العربية، ومنها العراق كما هو معلوم، كتيار مدرب جيداً على تكتيكات العمل الإسلامي بمعتقدات سياسية، تؤثر بالأيجاب على كل القضايا التي تخص الحكومات، وولاة الأمر، وأصحاب الجلالة والفخامة والسمو، بالحرب والسلام والعدل والظلم والحرية والعبودية والديموقراطية والشمولية، دون فرق وعلى ذات الطريقة، بشرط الإنتماء لعقيدة أهل السنة والجماعة، أو أن لا يكون من المخالفين.

▪️ أصول وأيدولوجية المداخلة.

من أهم خواص المداخلة في شرحهم لأصول السنة وهي أن «الحاكم المتغلب، وذو التأثير الحاسم، والأقوى من أن يقهر، تجب طاعته ولا تجوز معصيته، ويحرم الخروج عليه، حتى وأن كان غير مؤهل، ووقع بالمكفرات المتفق عليها في الاسلام، ولا يؤتمن على مال وشعب وأمة، وإن أتى متغلب اخر بنفس المؤهلات تسري عليه نفس الأحكام، وأن كان ذلك الحاكم ”النتن ياهو“ وماضين في تلك الانطلاقة وذلك الاندفاع الى يومنا هذا، ويسري ذلك على كل الآراء المخالفة، بما فيها الآراء الصادقة، والمشورات المحترمة، والتوجيهات النبيلة، ومن أصولهم الأخرى، محاربة وطعن كل من لا يؤمن بذلك، وأعتبارهم من المخالفين الذين يسببون المتاعب ويحملون المسلمين أعباء تقيلة.

▪️ المداخلة وأسرائيل.

نشرت صحيفة تايمز أوف اسرائيل مقال للكاتب زليغي خان يقول فيه..

” مع تنامي ظاهرة معاداة السامية حول العالم، بما في ذلك الدول الغربية، وبشكل خاص ضمن الجماعات اليمينية المتطرّفة والمنظمات المؤيدة لتفوّق العرق الأبيض، من الضروري التأكيد أن الدعم لدولة إسرائيل موجود في أماكن قد تبدو غير متوقّعة، وأن هذا الدعم قابل للتوسّع من خلال اتباع النهج الصحيح والحصول على الدعم الملائم. وكما خمّن المؤرّخون العسكريون في الشرق الأوسط على الأرجح، فأنا أشير إلى طائفة إسلامية غامضة مؤيّدة أقوى بكثير لتطبيع العلاقات مع إسرائيل ـ حتى من الأحزاب السياسية العلمانية والقومية والليبرالية ـ إنها المدرسة الفكرية المعروفة باسم المدخلية“

ثم عاد ليحلل..

”عندما نراجع جميع الأدلّة بشكل موضوعي، يصبح من الثابت أن المدخلية هي تيار الفكر الإسلامي الأكثر ملاءمة للأهداف والغايات التكتيكية والعملياتية والاستراتيجية لدولة إسرائيل. وليس لدى هذه المجموعة أي مشاكل مع تطبيع العلاقات مع دولة إسرائيل، كما ليس لديها أي مشاكل مع الدول العربية التي تبيع وتشتري مع إسرائيل، وبالتالي تعزيز الاقتصاد الإسرائيلي، وتأمين مصالحها في جميع أنحاء العالم الإسلامي وحتى خارجه. ومن المثير للصدمة أنه يروَّج علنا لفكرة إخراج جميع الفلسطينيين من الضفة الغربية وغزة، كما أنه يضفي الشرعية على سلطة دولة إسرائيل الحديثة وسلطتها على جميع الأراضي التي تعتبر أراضٍ فلسطينية من قبل التيار الإشكالي سياسيا من نوع منظمات الشبيهة بالإخوان المسلمين“

أنتهى..

▪️ المداخلة العراقيين وتحريم قتال الامريكان.

بدعم وتحريك من بعض أجهزة المخابرات العربية، انتشر تيار المداخلة في العراق في المناطق ذات الأغلبية السنية، وصولاً لحزام بغداد، وتغلغلوا في بعض المؤسسات الدينية، وسيطروا على الكثير من المساجد وأماكن العبادة في المنطقة الغربية، ومن هذا الاصل والمنطلق وبغض النظر عن ما نتمناه ونرغب به، أصبحوا واقع حال وظاهرة عامة منتشرة بين الاوساط السنية في العراق.

في عام 2007 أصدر كبير المدخلية العراقية ”أبو منار العلمي“ فتوى تحريم قتال القوات الامريكية، لكون شروط الجهاد غير متوفرة في العراق، وينسب له كذلك نص فقهي محدد النشر، حول جواز تولية الكافر المتغلب على أمور وأحوال المسلمين، ويقر بشرعية طاعتة، ويرفض الخروج عليه.

فحص العوامل السياسية والتركيبة الدينية والارتباطات الخارجية للتيار المدخلي في العراق، والتي توج مؤخراً بخطوة مشتشارية الأمن القومي العراقي، بحظرهم وتصنيفهم كتنظيم ”عالي الخطورة“ أتى متأخر لكنه في كل الأحوال أفضل من ألا يأتي.

وبكيف الله.

You might also like