زواج النورين: تكامل الادوار وصناعة الإنسان الرسالي .

 

إب نيوز ٢٣ يوليو

بتول عرندس

شددت المنظومة الإسلامية على أن يكون الزواج رساليًا يحقق كمال الإنسان فكان زواج النورين عليهما السلام ليحدد لكل زوجين سبل انجاح الزواج على كافة المستويات ليجسد هذا الأنموذج الأكمل المرجعية الأسمى والموصلة لتحقيق رضا الله وتجاوز كل التحديات.
هذا الزواج المبارك قام على نكران الذات والتركيز على الدور المقدس المناط بالأسرة باعتبرها النواة الأولى للمجتمعات فإن صلحت صلح الجسد الاجتماعي كله.
ومن هنا نرى كيف منح الإسلام الزواج اهتمامًا كبيرًا حيث أن التنظيم والتكامل الفريد الذي حققه البيت الزوجي لفاطمة وعلي عليهما السلام وتربيتهما لأعظم ذرية عرفتها البشرية تحول إلى الطرح والمثال الأكمل لكل أسرة.
زواج النورين أكد على مسواة الإسلام للمراة والرجل من خلال منظومة الحقوق والواجبات على الطرفين معًا. وهذه المنظومة تفرض عليهما الجد والاجتهاد والالتزام بمقومات ومبادئ المودة الإسلامية حيث التكامل وتهذيب النفس وتزكيتها والنية الصادقة والجهاد والوصول إلى المقامات المعنوية والمادية الأعلى.
لم يكن الزواج وسيلةً لإشباع الغرائز البشرية بل منطلقٌ للسير بالإنسانية إلى مصاف السلام والوئام والعدل والتواد.
جاء زواج ابنة خاتم الرسل وابن عمه عليهما السلام ليعكس ويكرس الدور الريادي للأسرة وتحديدًا للزوج فلا يخدم العيال إلا المجاهد الكاد ولا تصنع الإنسان إلا الزوجة التي تحسن التبعل وتجتهد في تنظيم شؤون المنزل.
جاء الزواج المبارك للنورين عليهما السلام ليكرس قيمة الأسرة وأثر نجاحها على المجتمع الأكبر وهي ما نحتاجه اليوم للتأمل والتوقف واستنباط العبر في ظل تصاعد القيم الوافدة وعواصف الحرب الناعمة والغزو الثقافي الذي يستهدف إلى تشويه الأسرة وتفسير القوامية والأمومة والالتزام الزوجي بتفسيرات شيطانية تخدم مصالحهم الاستعمارية.

You might also like